تسعى المرأة لسنوات من أجل الحصول على الطلاق لكنها ما أن تحصل عليه حتى تمر بمشاعر متناقضة وفترة صعبة من حياتها حيث تعيش مرحلة جديدة ومختلفة ما بين الحزن لنهاية ال زواج والسعادة للخلاص من تجربة سيئة وضغوط المجتمع والقلق على مستقبل الاولاد وأحيانا يكون التأقلم مع الحياة الجديدة أمرا غاية فى الصعوبة . تقول منى حسنين وهى مطلقة حديثا انها اتخذت قرار الطلاق بعد خلافات كبيرة استمرت طيلة ثمانى سنوات هى عمر زواج ها وكانت تظن أنها ستعيش أياما وردية بمجرد التخلص من هذه الزيجة الفاشلة ولكن ما حدث كان مختلفا تماما فقد وجدت نفسها تحاول جاهدة أن تتوارى عن الناس من حولها وتتحاشى مقابلة جيرانها وحتى أقاربها واستمرت شهورا على هذا الوضع إلى أن استجمعت قواها وأصبح لديها القدرة على مواجهة العالم اما ريهام احمد ذات السبعة والعشرين عاما فتحكى تجربتها وتقول إنها انفصلت بعد زواج استمر عاما واحدا من شخص اختاره الأهل ولم يحدث بينهما أى توافق فكرى اوعاطفى وبعد الطلاق انتابها شعور غريب بعدم الثقة بالنفس مما دفعها للاهتمام المبالغ فيه بمظهرها الخارجى وحاولت تعويض إحساسها بعدم الثقة بالدخول فى تجارب عاطفية باءت جميعها بالفشل ولا تعرف كيف تتغلب على هذا الشعور فقد اختارت الطلاق بإرادتها وهى على يقين من أنه قرار صائب لكنها لا تستطيع أن تفسر المشاعر التى انتابتها بعده. ويوضح الدكتور ماهر الضبع أستاذ علم النفس أن قرار الطلاق قرار صعب على الطرفين سواء الرجل أو المرأة ويتسبب فى حدوث تمزق نفسى أشبه بتمزق ورقة إلى نصفين وليس صحيحا ما يعتقده البعض أن ال زواج إن لم يكن على ما يرام وكان الطرفان يعانيان مشاكل مستمرة فالراحة تتحقق فى الانفصال باعتباره الحل الذهبى حيث يعطى الفرصة لبداية حياة جديدة وسعيد، ولكن الحقيقة مختلفة تماما لذلك لابد من التفكير مرارا وتكرارا قبل الإقدام على خطوة الطلاق لان اصلاح ال زواج فى جميع الحالات ممكن لو كل طرف لديه الرغبة فى الإصلاح وهو أفضل بكثير من خطوة الطلاق التى يجب أن يلجأ إليها الزوجان بعد استنفاد فرص الإصلاح والاستعداد للمرحلة النفسية التالية وعدم الاستعجال أو إدانة النفس والإحساس بالفشل، فالذى فشل هو ال زواج أو التجربة وليس الشخص نفسه. ويضيف أنه فى حالة حدوث الطلاق فان تأثيره على الزوجة يكون أصعب جدا وتكون فى أقسى حالات الألم الداخلى والتمزق وتصاب بهزة كبيرة فى ثقتها بنفسها وعندما يفقد الفرد ثقته فى نفسه تضطرب شخصيته. وينصح الدكتور ماهر الضبع كل سيدة مطلقة حديثا بحيلة نفسية مفيدة جدا وهى اللجوء لفكرة التفريغ والتنفيس بان تتكلم وتعبر عن نفسها وتتحدث مع شخص محل ثقة بالنسبة لها شرط أن يكون مستمعا جيدا لما يدور فى داخلها ومتقبلا لمشاعرها المختزنة فذلك يجعلها تتغلب على الالم وتتعافى أسرع. كما ينبغى عليها أن تجاهد نفسها وأن تعود إلى حياتها الطبيعية السابقة بقدر المستطاع ... فعلى سبيل المثال لابد من العودة للعمل بشكل طبيعى وكذلك العودة للأصدقاء والجيران والاشخاص المحيطة والهزة النفسية وفقدان الثقة فى النفس التى تعقب الطلاق قد تعيق ذلك ولكن لابد من التعامل مع المحيطين وهو أمر قد يحتاج إلى بذل مجهود كبير ولكنه خطوة ضرورية للخروج من محنة السنة الأولى للطلاق. وينصح أستاذ علم النفس بممارسة الرياضة والمشى نصف ساعة يوميا لإفراز هرمون الدوبامين وهو هرمون السعادة مما يقلل من الشعور بقبضة القلب والالم الداخلى كما أن الاستماع للموسيقى والقيام بالاعمال المنزلية وكتابة الخواطر واليوميات والتواصل مع الآخرين كلها امور ذات أهمية كبيرة لتخطى هذه المرحلة الصعبة. ومن أكثر الأمور النفسية التى تساعد المرأة المطلقة فى التخلص من آلامها هو الخروج عن الذات والتطوع لخدمة الآخرين ومساعدتهم فالمشاركة فى الأعمال الإنسانية تعمل على تحسين الصحة النفسية فاذا كانت لديها القدرة مثلا على تطييب خاطر من يمر بمحنة أو مساعدة فقير فان ذلك يفيدها كثيرا . وأخيرًا يقول إن المرأة عقب طلاقها مباشرة يكون لديها حنين للارتباط بأخر أو الاشتياق إلى علاقة عاطفية وقد تتحرك المشاعر تجاه شخص ما بسهولة وهو احتياج نفسى عاطفى وهنا يكون الاختيار غير حكيم ومتعجل وعليها أن تتروى فهذه الفترة تتطلب فقط الانفتاح فى التعامل مع الآخرين لكن ليس من الحكمة الدخول فى علاقة عاطفية لأن القرار هنا يكون مدفوعا بالتجربة السابقة مما يجعل احتمالات فشلها أكبر. وعلى المرأة أن تنظر للنصف الممتلئ من الكوب فالدراسات النفسية تؤكد أن المرأة بعد الطلاق تتحسن صحتها البدنية لحصولها على قسط أوفر من النوم كما انها تتناول طعاما صحيا اكثر على عكس الرجال الذين يفتقدون الرعاية الزوجية السابقة وتنقلب حياتهم رأسا على عقب وهم يشعرون بالوحدة أكثر كما ان العاملات من المطلقات تتنعش أحوالهن المادية ويعشن ظروفا افضل كل ما عليك هو التصرف بحذر وبحكمة فى سنه أولى طلاق. نقلا عن صحيفة الأهرام