فى أكثر من مناسبة طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بقضايا بناء الإنسان المصرى فى ثقافته وفكره ووعيه .. وفى الأسبوع الماضى زار الرئيس المجمع الثقافى الضخم الذى يجرى بناؤه الآن فى العاصمة الإدارية الجديدة وهو يقام على مساحة كبيرة ويضم دار الأوبرا الجديدة .. إن هذا المشروع الحضارى لابد أن يواكبه مشروع يتطلب عناصر بشرية مميزة وهذه العناصر لابد أن يتم إعدادها من الآن من خلال اختيارات وحسابات دقيقة .. إن العمل الثقافى ليس منشآت وأبنية فقط إنه عقل يفكر وقدرات بشرية وإنسانية واعية .. وكانت مصر دائما قادرة على أن تقدم الجديد فى كل مجالات الإبداع فكراً وفناً وأدباً . ومازالت قادرة على ذلك حين نفتح الأبواب للمواهب الحقيقية والقدرات الجادة .. إن لدينا الآن الكثير من الأماكن التى ستقدم الإبداع الجميل والفن الراقى ولكن أين تلك الكوادر القادرة على أن تعيد للثقافة المصرية أمجادها وريادتها القديمة .. إن أخطر ما تعرضت له الثقافة المصرية هو غياب رموزها وحالة التجريف التى تعرضت لها من مواكب السطحية والفن الهابط وغياب القدوة وإهدار المواهب الحقيقية .. إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبناء الإنسان لابد أن تقوم على عناصر بشرية تجمع الوعى والفكر والثقافة ولدينا منها الكثير المهم أن نفتح أمامها الأبواب والفرص لأن الثقافة الجادة هى نقطة البداية لبناء إنسان جديد .. لقد تعرضت الثقافة المصرية لهجمات شرسة من فلول الفنون الهابطة والأفكار الشاذة وجاء الوقت لتعديل المسار وإعادة الروح للعصر الذهبى للثقافة المصرية . إن ما تشهده مصر من بناء البنية الأساسية فى الطرق والكبارى والمساكن والكهرباء والخدمات وإصلاح مرافق المدن الكبرى والمدن الجديدة كل ذلك لابد أن تواكبه مشروعات تعيد للإنسان المصرى دوره الثقافى والفكرى والحضارى فى الإبداع الراقى والفن الجميل والسلوك المتحضر والوعى الحقيقى والفكر الخلاق .. إنها مصر الثقافة والإبداع والتى كانت يوما واحدة من أهم منارات الوعى بين شعوبنا العربية وهذا دور يعانى الآن كثيراً أمام غياب مصر.. نقلا عن صحيفة الأهرام
