ربما افتقدنا لهذا المشهد منذ فترة كبيرة، وتعودنا على أن يكون علي رأس منصة أى مؤتمر أو لقاء جماهيرى عدد من شخصيات النخبة السياسية ومتحدثين متفق عليهم مسبقا لكن الوضع اختلف هذه المرة خلال الموئمر الذي عقد مساء أمس أمام قصر عابدين، لتدشين التيار الشعبى المصرى. حيث عادت للواجهة من جديد مشاركة أسر شهداء الثورة ورموزها من بينهم والدة الشهيد خالد سعيد وعدد من مصابى الثورة الذين ضحوا بنور أعينهم حتي تري مصر الحرية. وعلى الرغم من التدافع الشديد الذى شهده المؤتمر لم يسمح المنظمون بوقوف أى من أهالى الشهداء أو مصابى الثورة بعيدا عن المنصة، بل حرصوا علي صعودهم، تكريما وتقديرا لما قدموه من أجل استكمال الثورة وتحقيق مطالبها. فيما نقل مصطفى الجندى، النائب فى البرلمان السابق، دعوة والدته لمصر ونصيحتها للمصريين فى الوقت الحالى، حيث قالت له "لا تقسو على الإخوان، انتوا عارفين إن البلد مفيهاش". وما كان منه إلا أن قال لها "الشيلة دى ميشيلهاش فصيل لوحده.. لازم نشيلها إحنا كلنا". واعتبر التيار الشعبى المقولة التى ألقاها الزعيم أحمد عرابى أمام الخديوى توفيق من ميدان عابدين عام 1881- مقر عقد مؤتمر تدشين التيار الشعبى- "والله الذي لا إله إلا هو، لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم"، قسمًا له حسبما ذكر كمال أبو عيطة، القيادى العمالى وعضو مجلس الشعب السابق. واستهل المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كلمته للجماهير المشاركة فى المؤتمر بالجملة التى طالما تتردد، فيحضر جمال عبد الناصر فى العقول هو وثورة 23 يوليو المجيدة وهى "أيها الإخوة المواطنون"، والتى كان يبدأ بها والده جميع خطاباته. وهتف المشاركون فى المؤتمر بعد ذلك قائلين "عبد الناصر قالها زمان، اللى اتاخد يوم بالقوة لازم يرجع عافية وقوة".