لم يهتم محمد حسنين هيكل الذي ولد بحي الحسين في 23 سبتمبر 1923 بأن يتحدث للإعلام عن قصة نشأته في الحي العريق، ولا عن القرية التي تنتمي لها عائلته أو ذكرياته في شارع الجيش بحي باب الشعرية الشعبي، وحتى استقراره في قصر برقاش، بعيدًا عن ضجيج المدن وصخبها. وفي عيد ميلاده توجهت "بوابة الأهرام" إلى قرية باسوس بالقليوبية وهي مقر عائلته، وزرنا المنزل الذي سكنه في باب الشعرية بوسط القاهرة، ضمن محاولة بسيطة للتعرف على العالم الاجتماعي لرجل ازدانت الصحافة باسمه وتتلمذ على يد عمالقة فصار مثلهم أو يزيد. على أطراف القاهرة المترامية شمالًا كانت بدايتنا في رحلة البحث عن جذور عائلة الأستاذ محمد حسنين هيكل. أسئلة عدة حاولنا أن نجد لها إجابات وسط قرية باسوس التي اختلط فيها الريف بالحضر، حيث لم تنس القرية انتماءها النسبي لمنطقة شبرا الخيمة ولم تتخلص أيضًا من طابعها الريفي كقرية تعانق شط النيل وتحيطها الزراعات.