أحمد عبدالتواب كلمة عابرة الحذر واجب، برغم أنه ليس هنالك مبررات قوية للتخوف من أن تنقلب سياسة بايدن إلى مواقف ضد مصر ، بأن يعود إلى ما كان يشارك به مع هيلارى كلينتون فى إدارة أوباما التى ساندت الإخوان وتشددت ضد إرادة الشعب ال مصر ى عندما قرر الإطاحة بحكمهم فى 30 يونيو 2013. وأما الاطمئنان، فليس بمنطق أن هذا غير متوقع من بايدن ، وإنما لأن مصر ، عندما كانت ظروفها الداخلية والخارجية غير مواتية لها فى عهد أوباما ، وكان الإخوان يلقون العون والمساندة من أمريكا وغيرها، تمكنت من الصمود والانتصار. وأما الآن، فقد أصبحت أقوى وأكثر ثقة، كما صارت لها علاقات وطيدة متعددة بمحيطها وبأرجاء العالم، وزادت قدرتها على التصدى لأى تهديدات نجحت فى مواجهتها عندما كانت فى ظروف أسوأ. أضف إلى هذا أنه صار من الصعب على بايدن أن يرفع نفس الشعارات السابقة، بنفس الأكاذيب، بأن الدفاع عن الإخوان هو من أجل الديمقراطية. على الأقل، لأن ترامب قد فضح الأسباب الحقيقية، التى تبجحت هيلارى كلينتون فى السعى لفرضها، وكان بايدن آنذاك فى الخلفية الداعمة لها، وذلك بإفراج ترامب عن مراسلات كلينتون السرية، فانكشفت الطبخات التى كانت مستورة عن ألاعيب وتواطؤات إدارة أوباما مع الإخوان، بما لم يعد من الممكن، من أجل مصلحة بايدن ، أن يكرر نفس المواقف. المنطق السوى، الذى قد يأخذ بايدن وقتاً للاقتناع به وتحويله إلى سياسات عملية، هو أن مصلحة أمريكا فى الإقليم، التى على إدارته ان تسعى لتحقيقها، هى فى توطيد علاقاته مع مصر ، وليس مناوأتها. أما إذا تهور بمحاولة تكرار ما سبق، وبافتراض أن ترضخ له المؤسسات الأمريكية القوية، فإنه سيُواجَه بما لا يحب، لأن مصر عبر تاريخها صارت خبيرة فى التعامل مع سياسات عدائية، ويكفى أنها صمدت وانتصرت على إدارة أوباما ، عندما كانت الكهرباء تنقطع بالساعات يومياً، مع اختفاء البنزين، وقلة إنتاج الخبز، وصعوبة المواصلات، وبلطجة ميليشيات الإخوان..إلخ، وهو ما يجعل من الأفضل ل بايدن أن يصحح ما شارك فيه سابقاً. نقلا عن: صحيفة الأهرام