أحمد عبدالتواب كلمة عابرة لم يكن فى مستهدفات ترامب أن يفيدنا بشيء فى نشره مراسلات هيلارى كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية. أما ما يهمنا، فقد جاء بشكل عَرَضِى من أهدافه التى أهم ما فيها الضرب فى منافسه بايدن ، الذى يتحمل المسئولية عن تصرفاتها بصفته كان نائباً للرئيس أوباما، أى أنه، رسمياً، مشارك فى كل سياساتها، إضافة إلى مسئوليته عن النقطة التى يرى البعض أنها مجرد إجرائية، فى حين أنها شديدة الأهمية فى الدول المتقدمة، وهى تهرب كلينتون من الرقابة الرسمية المفروضة على المسئولين الأمريكيين، بإلزامهم بتوثيق مراسلاتهم على حسابات البريد الرسمية، إلا أنها أصدرت أوامرها لمساعديها بأن تكون المراسلات على حساب خاص خارج نطاق الرقابة! ورغم أن النتائج التى يدور حولها الجدل لدينا لم تكن ضمن أغراض ترامب ، فإن البداهة لا تتجنب، بل تدفع إلي، التعامل مع بعض هذه الوثائق كدليل مادى على ضلوع الإخوان مع كلينتون من أجل تحقيق مصالحهم حتى لو كانت ضد مصر. إلا أن بعض أبواق الإخوان يحاولون بسذاجة أن يشتتوا الاهتمام، بزعم أنها لا تعنينا؛ لأنها تدخل ضمن الحرب القذرة بين المرشحيْن للرئاسة الأمريكية ! ومع غرابة هذا الكلام وتفاهته إلا أنه يعنى أيضاً أن الإخوان عاجزون عن تكذيب الوثائق، أى أنهم يقرون بصحة ما هو منسوب إليهم. وأيضاً، فإن المُرَجَّح أن تفلت كلينتون من المساءلة والعقاب، لأن الأجهزة القوية التى أملت عليها هذه السياسات تستطيع أن تحميها الآن. ومن المؤكد أن ترامب يعلم هذا، أما هدفه بضرب بايدن فهو التأثير على الناخبين، بإعلامهم، قبل الانتخابات بثلاثة أسابيع فقط، أسراراً تكشف أن بايدن متورط فى جعل كلينتون تتهرب من الرقابة على تصرفاتها. كما قرر ترامب ، بالتوازي، أن يُصعِّد هجومه بالطعن فى ذمة بايدن المالية واتهامه صراحة بأنه فاسد، فى قضية أوكرانيا، التى لم يسعَ الديمقراطيون بجدية إلى تبرئته منها، وإنما اكتفوا باتهام ترامب ، فى ظل حملتهم الرهيبة ضده من أول يوم، أنه يستغل نفوذه كرئيس للنيل من منافسه..إلخ. وبهذا تزداد المعركة شراسة! * نقلًا عن صحيفة الأهرام