ينظم قسم الفنون بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة سلسلة من الفعاليات ومعرض تذكاري بعنوان "بسيونى"، ويكرس للفنان الراحل أحمد بسيونى، الذي استشهد برصاص القناصة في 28 يناير 2011، خلال أحداث جمعة الغضب بميدان التحرير. سيقام المعرض في ثلاث مؤسسات فنية في القاهرة: رواق الشارقة للفنون بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ومركز درب 17 18 للثقافة والفنون المعاصرة ومؤسسة آسكي لتعليم الفنون المعاصرة، سوف يحوي الرواق أعمال بسيونى المبتكرة من الفن الرقمي التفاعلي، والفن الصوتي والأداء بالإضافة إلى أعماله التأثيرية كمعلم. سيقام في 23 سبتمبر برواق الشارقة للفنون بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة معرض تعليمي عن مشروع بسيونى، "ثلاثون يوما جري في المكان". وكان بسيوني قد عمل في هذا المشروع قبل الثورة بعام، وارتدى بدلة بلاستيكية ذات مجسات إلكترونية حساسة تقيس الطاقة التي يصدرها وعدد الخطوات التي يقوم بها بينما يركض في مكانه فى الغرفة لمدة ساعة يومياً علي مدي 30 يوماً وهى الفترة الإجمالية للعرض، فى حين يتم نقل البيانات الرقمية لاسلكياً إلى شاشة ملونة في آخر المساحة المحاطة، التي تحولت الى مجال بصرى متغير للطاقة – ليمثل بصورة مجردة الطاقة التي يبذلها بسيوني. عند انتهاء كل عرض أدائى مرهق، يتم جمع العرق الذي يفرزه جسمه في زجاجة، وقد قُدم العمل ككناية موازية للثلاثين عاماً التي قضاها مبارك في الحكم. كان عرض بسيوني الأول من بين أعمال جيل جديد من الفنانين المصريين الشباب الذين يستخدمون أعمالهم للتعبير عن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يعاني منها المجتمع المصري في ظل حكومة قمعية. أما في 6 أكتوبر، فسوف يقام معرض لأعمال بسيوني من الفن الصوتي، والأداء ومشروعات تمثيل الإعلام الجديد التي قام بتنفيذها من 2007 إلى 2011 في مركز درب 17 18. بالإضافة إلي ذلك، سيتم عرض أرشيف وثائق بسيوني من ورش عمل الفن الصوتي التجريبي وغيرها من المبادرات التعليمية التي أطلقها بسيوني من 2004 إلى 2010 في مؤسسة آسكي. كما سوف يتم عقد سلسلة من المحادثات وورش العمل بالتزامن مع المعرض. واستشهد بسيوني في الثانية والثلاثين من العمر، واحداً من الفنانين المعاصرين المميزين في مصر والذي أصبح على الفور رمزاً للإلهام للمصريين الذين يعملون لرؤية أمتهم تتحرر من القمع. يقول د. شادي النشوقاتي، الفنان التشكيلي، وأستاذ مساعد الفنون بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة ومنظم الحدث: "فقد بسيوني حياته من أجل بلاده؛ فهو فنان يتم تكريمه لشجاعته وحبه، وقد كان مثالاً يحتذي لأصدقائه، وزملائه، وطلابه الذين كانوا فخورين بالتعلم من حياته، وحريصين على العطاء للقضية التي ضحي بحياته من أجلها في ذلك اليوم المشؤوم". وأضاف النشوقاتي: "بما أننا في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة نشارك دائماً في الأحداث الثقافية والاجتماعية التي تقع حولنا، قررنا تنظيم هذا المعرض لأننا حريصين علي التركيز علي الحركات الاجتماعية المصرية، خاصة في مصر الحديثة ما بعد الثورة". ويقول د. بروس فيرجسون، عميد كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة: "من المهم أن نفهم الدور الذي تلعبه الثقافة في السياسة – ليس فقط كأداء وظيفي أو على سبيل المعرفة لا أكثر بل كلاعبين ناشطين في التغييرات التوعوية وتفهماً للظروف الحالية. فالفن شيء أساسي بالنسبة لنا ومن خلال تعهدنا بإنتاج مفكرين نقديين في المجتمع، قررت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة تكريم فنان مصري مهم كوسيلة لتأكيد مدى أهميته كمصدر إلهام لطلابنا".