كشف مدير عام متحف المركبات الملكية ببولاق أحمد الصباغ ، تفاصيل سيناريو العرض المتحفي الجديد للمتحف والذي يعرض 42 عربة إلى جانب مجموعة من مقتنيات الأسرة العلوية، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره الذي بدأ منذ عام 2001 وتوقف عدة مرات وتم استئناف العمل به فعليا منذ عام 2017. وقال الصباغ - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إن فناء المتحف يتميز بالاتساع، حيث كان يعد فيه الركائب الملكية، أما واجهة المتحف فهي عبارة عن تشكيلات معمارية وكرانيش كبيرة بارتفاع 15 مترا عن سطح الأرض، كما يحتوى المتحف على حليات هندسية رأسية ونماذج لرءوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلي للحصان بالحجم الحقيقية للرأس وتحلى هذه الرءوس بأوراق نباتية وزهور. وأضاف أن المتحف يضم 7 قاعات، الأولى تسمى قاعة (الانتخانة) وبها 6 عربات مميزة، وكانت تستخدم أغلبها للنزهة بالقصور الملكية للأمراء والأميرات وكذلك في الصيد أيضا ومن أهمها العربة (سبت صغيرة) والتي سميت بهذا الاسم لصنعها من الخيزران المجدول، والعربة معلق عليها شمسية، ويجرها جوادان صغيران، ويقودها سائق كانت تستخدم لتنزه الأميرات الصغيرات في حدائق المنتزه. وأوضح أن القاعة الثانية هي قاعة (كبار الزوار) والتي تضم أهم مقتنيات الأسرة العلوية، ومنها مكتب كان يستخدمه الخديوي إسماعيل وتمثال نصفي بالحجم الطبيعي له مصنوع من البرونز، وأحد الصالونات التي كانت بالقصور في عهد الملك فاروق، وبيانو صغير كانت تعزف عليه الأميرات، وجرامافون إلى جانب بعض اللوحات التي تعبر عن تدريب الخيول الملكية والصيد. وتابع أن القاعة الثالثة هي قاعة (الاستقبال) وبها فاترينة المقتنيات الذهبية والنياشين والبروشات إضافة إلى لوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات، وأميرات، وأمراء الأسرة العلوية بالحجم الطبيعي للملك فؤاد والأميرة فوزية والأميرة فائقة والأميرة جنان يار إحدى زوجات الخديوي إسماعيل، كما يوجد بها شاشة لعرض الأفلام الوثائقية باللغة العربية والإنجليزية، إضافة إلى أنه ملحق بتلك القاعة قاعة (العرض المتغير) وهي القاعة الرابعة والتي ستعرض شهريا مجموعة من العربات التي لم تعرض من قبل، تعرف باسم (كلش) وهى نوع واحد ولكن مختلفة الشكل. ولفت إلى أن القاعة الخامسة، هي قاعة (الاحتفالات) ومصممة على هيئة الشارع في العصور الملكية، وتعرض أندر أنواع المركبات الملكية، ومن بينها عربة "كلش خصوصي" وهي عربة مكشوفة على هيئة قارب، مصنوعة من الخشب المدهون باللون الأسود عليه شريط عريض من النحاس المذهب، لها غطاء من الجلد الأسود المبطن باللون الكحلي يطوي شتاء للحماية من البرد والأمطار، ويفرد صيفا للتهوية. وأضاف أن للعربة مقعدين أحدهما كبير بالداخل، والآخر لجلوس (الجروم) مساعد السائق لفتح باب العربة وبسط السلم المطوي، وكان يجرها أربعة جياد، ويقوم على خدمة العربة خمسة أشخاص، كما يسير بجوارها (قمشجية) وهو رجل يسير أمام العربة لإفساح الطريق، وفي الصباح يحمل عصا وفي الليل يرفع شعلة نار، لافتا إلى أن تلك العربة شاركت في موكب الاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869 . وقال إن القاعة السادسة هي القاعة (الرئيسية) للمتحف، وتعرض بها العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وأهمها العربة التي أهدتها الإمبراطورة الفرنسية أوجيني إلى الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس (الآلاى) ،وهي كلمه تركية معناها فرقة أو كتيبة، وللعربة تاريخ حافل وعظيم، فهي هدية من الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل. وأضاف أن تلك العربة كان يجرها ثمانية جياد وجواد تاسع للدليل، وتخرج بصحبتها عربتان (نصف آلاي)، وقد قام الملك فاروق الأول بتجديدها واستخدمها في افتتاح البرلمان سنة 1942، وكذلك استخدمت في حفلات الزفاف، وأشهرها زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة سنة 1938 م. وتابع أنه يعرض كذلك في تلك القاعة مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، مثل حفلات الزفاف، والمراسم الجنائزية، والأعياد والمتنزهات وغيرها. ونوه بأنه سيعرض أيضا بالقاعة السادسة الملابس الخاصة بسائقي الخيول، ومجموعة من الأكسسوارات الخاصة التي كانت تستخدم لتزيين الخيول، مثل الحدوة، واللجام، والسرج، وغيرها.. موضحا أنه من داخل قاعة( المناسبات) يوجد مدخل للقاعة السابعة وهي قاعة (الحصان)، وبها ثلاث فاترينات يعرض بها الملابس للحاشية المسئولة عن قيادة العربات وإفساح الطريق وتأمينها وجميع مستلزمات الخيل من الشدة والراكبة الخاصة به، ويوجد في صدارة القاعة لوحة زيتية كبيرة لمحمد على يمتطى الجواد بالحجم الطبيعي وبعض اللوحات الأخرى التي تعبر عن الخيول في جميع أوضاعها من تدريب أو ترويض أو إعدادها للصيد والتدريبات الأخرى، مؤكدا أنه من بين أقدم مقتنيات المتحف وثائق تعود لعام 1915 تتنوع بين خطابات بين إدارة الركائب الخديوية وقصر التين، إضافة إلى ركائب (المحمل) الذي كان ينقل كسوة الكعبة من مصر. وأوضح أن المتحف يعرض أيضا النياشين الخاصة بالخديوي إسماعيل ونيشان الزراعة الذي تم صناعتهم من الذهب والفضة والمينا الملونة، وميدالية لاتحاد الفروسية المصري المصنوع من الذهب إلى جانب تمثال من المعدن للاعب البولو على قاعدة من الخشب الزان، وتمثال صغير من البرونز لحصانين، وعدد من التماثيل المصنوعة من البورسلين الملون، وعدد من السروج العسكرية التي كانت تستعمل في عهد الدولة العثمانية، وسروج أخرى خاصة بالأطفال والسيدات مصنوعة من الجلد والنسيج والمعدن، بالإضافة إلى ملابس سائق العربة الآلاي، ودومو آلاي وهو الفارس الذي يمتطى الجواد على الجانب الأيسر في المركبات الرسمية، وملابس دليل آلاي. ومن جانبه.. أكد أحمد ناجي مدير الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، أنه تم تأهيل المتحف لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن في إطار إستراتيجية وزارة السياحة و الآثار ، حيث تم كتابة البطاقات الشارحة لجميع القطع الأثرية باستخدام طريقة برايل لذوي الإعاقة البصرية ووضع خريطة شارحة لقاعات المتحف عند المدخل، كما تم تحديد ووضع الممرات الممهدة والمنحدرات لسهولة الصعود والهبوط بما يسهل حركة المقاعد المتحركة لذوي الإعاقة الحركية. وأشار إلى أنه تم وضع لوحات إرشادية بجميع القاعات باستخدام لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى تخصيص دورات مياه لذوي الاحتياجات الخاصة مجهزة طبقا للمواصفات العالمية. وكشف مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف عن أسعار تذاكر متحف المركبات والتي تبلغ 20 جنيها للمصريين والعرب، و5 جنيهات للطلاب، فيما تبلغ سعر التذكرة للأجانب 100 جنيه، و50 جنيها للطلاب الأجانب، ويبلغ سعر استخدام الكاميرا الفوتوغرافية 50 جنيها، على أن يكون استخدام كاميرات الهاتف المحمول بالمجان. قال الأثري ولاء الدين بدوي، مدير عام متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، إن متحف المركبات الملكية ببولاق أبو العلا، الذي يفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، يعد من أندر المتاحف في العالم بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره الذي بدأ منذ عام 2001 وتوقف عدة مرات وتم استئناف العمل به فعليا منذ عام 2017 بتكلفة 63 مليون جنيه ،حيث سيمثل إضافة جديدة لخريطة السياحة في مصر. وأضاف بدوي عن تاريخ المتحف - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السيت - أن متحف المركبات الملكية يعد أحد الروائع التاريخية المصرية بل هو واحد من أندر المتاحف التاريخية في العالم إذ لا يتوفر هذا النوع من المتاحف إلا في بلاد قليلة مثل النمسا، فرنسا، البرتغال، روسياوانجلترا، ويقع المتحف في واحد من أشهر شوارع العاصمة وهو شارع 26 يوليو بالقرب من مسجد السلطان أبو العلا ببولاق، ويرجع تاريخه إلى عهد الخديو إسماعيل الذي حكم مصر من "1863- 1879". وأكد أن الخديو إسماعيل أول من فكر في بناء مبنى خاص بالركائب"المركبات" الخديوية والخيول وذلك لنزوله بقصر الحكم من القلعة التي كانت تستوعب كل ما يخص الحكم بداخلها إلى وسط القاهرة بقصر عابدين الذي انتهى من بنائه رسميا 1874م. وأوضح أن الغرض من هذا المبنى الذي سماه وقتها باسم مصلحة الركائب الخديوية، أن يضاهي باريس التي تميزت بهذا النوع من الركائب والاعتناء بالخيول وزينتها لتكون في استقبال ضيوفه والتجول بها في حفل قناة السويس التي افتتحت في17 نوفمبر 1869م، مشيرا إلى أن المتحف يعرض حاليا 42 عربة ملكية منها 22 عربة مهداة من الخارج ،وكانت إحدى الهدايا عربة( الالاى) وهي كلمة تركية معناها فرقة أو كتيبة، وهي عربة لها تاريخ حافل وعظيم فهي هدية من الإمبراطورة "أوجيني" زوجة نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، للخديو اسماعيل أثناء افتتاح قناة السويس سنة 1869م. وتابع أنها هي عربة ذات ألوان مذهبة ويقوم القائمون عليها بالحركة بالكرابيج والعصوات والمشاعل وهي أشبه بلوحة كبيرة ملونة، مشيرا إلى أنها عربة كان يجرها ثمانية جياد، وجواد تاسع للدليل وكان يخرج بصحبة العربة "الآلاي" عربتان نصف آلاي، وكان يعمل على خدمة العربة طاقم من الرجال. ولفت إلى أن الملك فاروق الأول أمر بتجديدها واستخدامها في افتتاح البرلمان سنة 1942، وكذلك استخدمت في حفلات الزفاف، والتي كان أشهرها زفاف الملك "فاروق" على الملكة فريدة سنة 1938 م. ونوه بأن الفنان" ادورد ريو" قد أبدع في رسم العربات التي تنزه فيها وبها الضيوف في صحراء الإسماعيلية أو في الاستقبالات الرسمية وخاصة للأمبراطورة أوجيني أو ملوك وأمراء وقناصل أوروبا في ذلك الوقت. وأكد استمرار اسم مصلحة الركائب الخديوية حتى تولى السلطان حسن كامل الحكم كأول سلطان للبلاد فتغير المسمى إلى مصلحة الركائب السلطانية واستمر بعد ذلك في السنوات الأولى للسلطان فؤاد الأول حتى عام 1922م عندما حصل السلطان فؤاد على لقب ملك، فتغير الاسم إلى إدارة الاسطبلات الملكية وهي إحدى الإدارات الثلاث التابعة لمصلحة الركائب الملكية. وأضاف أن الملك فؤاد الأول قام سنة 1928م ببناء مبنى آخر ضمه إلى مبان إدارة الاسطبلات وهو الجزء الذي تحول فيما بعد إلى متحف ثم أضيف إليه أحد العنابر القديمة التي بنيت في عهد الخديو إسماعيل؛ ولم يتبق من مباني المتحف إلا مبنيين اثنين فقط وقد قامت هيئة الآثار بتسجيل المباني الباقية في عداد الآثار الإسلامية عام 1984م . وأوضح أن الغرض الاساسي الذي أنشئت من أجله مصلحة الركائب خديوية كانت أو ملكية هو احتواء المركبات والخيول وأدوات الزينة الخاصة بها في مكان يتناسب مع إجلال الحكام وكذلك للحفاظ عليها لما لها من قيمة ولإيجاد مأوى للخيول لرعايتها وحمايتها، مؤكدا أن هذه المصلحة كانت موضع عناية واهتمام من القصر الملكي الذي وفر لها الخبراء المتخصصين من جهات مختلفة في العالم. وقال "عرفنا من الوثائق أن إدارة الاسطبلات الملكية كانت تحوي مجموعة نادرة ومتنوعة من العربات، وأن بعض هذه العربات كانت تصل إلى مصر من دول أوروبية في شكل هدايا أوتصل إليها عن طريق الاستيراد في شكل هياكل". وأوضح أنه رغم ذلك لم يكن أسلوب الاستيراد والهدايا المصدر الرئيسي لجلب العربات إلى مصر، فقد كان هناك مصدر آخر وهو( اللجان المتخصصة) حيث تقوم اللجنة بتنظيم جولات بالمرور على ورش مشاهير التجار المصريين وانتقاء العربات ذات المواصفات المحددة وللجنة تحديد سعر الشراء المناسب. وتابع "ما كان على البائع إلا أن يبيع وهو راضي سعيد لما سوف يناله من شهرة وتقدير، وبعد الشراء تسحب العربة داخل ورش إدارة الاسطبلات الملكية فتعدل هياكلها أحيانا وتجدد فراشتها دائما ؛ وتدهن بالطلاء اللازم ثم توضع عليها التيجان الملكية الجاهزة أو ترسم عليها وتصبح بعد ذلك معدة للاستعمال". وأضاف أن بعض الترميمات والإصلاحات كانت تتم للعربات ببعض الورش الشهيرة كان أهمها الورشة العمومية لتصليح ودهان السيارات لصاحبه (عبده أفندى) حسن بشارع محمد فريد رقم 50 بعابدين مصر ؛ وكان قد تم قبل ذلك تجديد وإصلاح الأطقم الخاصة بالخيول بمحل حسن أفندى خليل متعهد توريد الأطقم والسروج ومستلزماتهما من دوات الزينة والمقيم بشارع إبراهيم باشا رقم 15 القاهرة . ولفت إلى أن مصلحة الركائب الملكية كانت تستورد خيولها من انجلترا واستراليا وقبرص والشام والسودان والحبشة ومع ذلك كانت فرنسا المورد الأساسي لمعظم الخيول التي استعملتها مصلحة الركائب وبالتحديد محل "روى فرير" بفرنسا المورد الأساسي للخيول وكان التعامل معه على أساس التعاقد الذي يرتبط بمواصفات وشروط معينة، مؤكدا أن هذه المواصفات كانت دقيقة إلى درجة كبيرة وترسل شهادة رسمية بذلك على أن يفهم البائع بأنه سيعاد فحصها عند وصولها إلى مصر.