مدير تعليم دمياط يشهد ورش عمل مخرجات ونواتج الأنشطة الطلابية لمدارس ميت أبو غالب    مجلس النواب يعقد أولى جلساته فى العاصمة الإدارية الأحد المقبل    مدبولي: سيتم التعامل مع المخالفات في أسعار السلع بمنتهى الحسم    الهجرة غير الشرعية ومخاطرها، ندوة بمركز إعلام الداخلة    أشرف عبد الغني يوضح دور مصر في دعم القضية الفلسطينية | فيديو    الاتحاد الأوروبى: مصر له دور فى تحقيق السلام المستدام بالمنطقة    تاريخ مواجهات مصر وأنجولا قبل موقعة الغد في نصف نهائي أمم أفريقيا    نجم منتخب غانا، ليفربول يستقر على بديل محمد صلاح    تعادل إيجابي بين الاتحاد وسيراميكا في الشوط الأول    محمد شريف يقود هجوم الخليج أمام التعاون في الدوري السعودي    بعد إصابته بقطع بالرباط الصليبي.. هذه مدة غياب أبو جبل عن البنك الأهلي    مدرب شيفيلد يونايتد يهاجم الاتحاد الإنجليزي بسبب مباريات الإعادة    نشوب حريق في 3 محال بجوار مترو حلوان    بسبب خلافات مالية.. مسجل خطر يقتل عامل بالسلام    بعد تغيبه.. العثور على جثة طفل غريق داخل ترعة في قنا    قبل عرضه في السينمات.. كل ما تريد معرفته عن فيلم «السرب» وأبطاله    «القومي لثقافة الطفل» يحتفل باليوم العالمي للتراث غدا    «ثلاث مخرجات يحفظن ماء وجهنا بمهرجان كان»    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    وكيل صحة أسيوط يعقد اللقاء الأول لرؤساء فرق المعايشة بالمستشفيات    وزير الدفاع الأرجنتيني: نتطلع لنكون شريكًا عالميًا لحلف الناتو    الوزراء يوافق على طلبات «الرعاية الصحية» لتوفير خدمة طبية أفضل في 4 محافظات    عضو ب«مستقبل وطن» يطالب الحكومة بتطوير الجزر الصناعية: تعزز النمو الاقتصادي    النيابة تخلي سبيل 3 متهمين بالاتجار في النقد الأجنبي بالرحاب    129 متدربا اجتازوا 4 دورات بختام الأسبوع 31 من خطة المحليات بمركز سقارة    مسئول بأوقاف البحر الأحمر: زيارة وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك تعزز روح المحبة    بيلينجهام يمدح حارس الريال بعد التأهل لنصف نهائى دورى أبطال أوروبا    يسهل إرضاؤها.. 3 أبراج تسعدها أبسط الكلمات والهدايا    تعاون ثقافي بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية البولندية    مفتي الجمهورية يفتتح معرض «روسيا - مصر..العلاقات الروحية عبر العصور» بدار الإفتاء..صور    بعد انتهاء شهر رمضان .. جودر يتصدر نسب المشاهدة في مصر    ترامب يهاجم المحلفين المحتملين: نشطاء ليبراليون سريون يكذبون على القاضى    توفيق السيد ردًا على أحمد سليمان: لم أجامل الأهلي والدليل نيدفيد    جامعة كفر الشيخ تستضيف المؤتمر السنوي السادس لطب وجراحة العيون    قافلة طبية تخدم 170 مواطنًا بقرية الحمراوين في القصير البحر الأحمر    لو هتخرج من بيتك.. 5 نصائح لأصحاب الأمراض المزمنة أثناء التقلبات الجوية    الطاقة الإنتاجية لصناعة البتروكيماويات الإيرانية تزيد عن 100 مليون طن    بعد طرحها بساعات.. الترجي يعلن نفاد تذاكر مباراة صنداونز في دوري أبطال أفريقيا    شوقي علام يفتتح أول معرض دولي بدار الإفتاء بالتعاون مع روسيا (صور)    زاخاروفا: مطالب الغرب بتنازل روسيا عن السيطرة على محطة زابوروجيا ابتزاز نووى    وفاة معتمرة من بني سويف في المسجد النبوي بالسعودية    طقس سئ.. غبار رملي على الطرق بالمنيا    تأجيل محاكمة حسين الشحات في واقعة ضرب الشيبي لجلسة 9 مايو    5 خطوط جديدة خلال الربع الأول من العام تستقبلها موانئ دبي العالمية السخنة    وكيل الأزهر يتفقد التصفيات النهائية لمشروع تحدى القراءة في موسمه الثامن    وكيل صحة قنا يجتمع مديري المستشفيات لمناقشة اللائحة الجديدة وتشغيل العيادات المسائية    مدفوعة الأجر.. الخميس إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة عيد تحرير سيناء    إعادة تشكيل الأمانة الفنية للمجلس الأعلى للتعريفة الجمركية    إحالة 30 من العاملين بالمنشآت الخدمية بالشرقية للتحقيق    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الاتجار غير المشروع بالعملة الأجنبية    "الوزراء" يوافق على تعديل بعض أحكام قانون إنشاء المحاكم الاقتصادية    وثائق دبلوماسية مسربة.. البيت الأبيض يعارض الأمم المتحدة في الاعتراف بدولة فلسطينية    دعاء العواصف.. ردده وخذ الأجر والثواب    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة "الألكسو"    بلدية النصيرات: غزة تحوّلت إلى منطقة منكوبة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية    التضامن تعلن فتح باب سداد الدفعة الثانية للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية لموسم 2024    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليست فقط انتخابات باهتة


د. محمد السعيد إدريس
أسبوع واحد يفصل الأمريكيين عن أهم استحقاقاتهم السياسية, فيوم الثلاثاء المقبل (الثالث من نوفمبر 2020) هو اليوم المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين كل من دونالد ترامب الرئيس الحالى مرشح الحزب الجمهورى الذى يسعى للتجديد لولاية رئاسية أخرى وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكى السابق مرشح الحزب الديمقراطى ، لكن رغم ذلك فإن المشرفين على حملتى المرشحين ينتابهم ذعر لم يشعر به من سبقوهم فى مثل هذه التجربة ناتج عن خوف أكيد من وجود «حالة فتور غير مسبوقة» لدى جمهرة الناخبين، وأقصد هنا عشرات الملايين من الناخبين غير الحزبيين، أى غير المصنفين سياسياً بعضوية أى من الحزبين المتنافسين، وهم غالبية الأمريكيين. هؤلاء، وبعد أن عايشوا حالة التجريح غير المسبوقة التى قام بها كلا المرشحين لمنافسه لم تعد لديهم الحماسة الكافية للتصويت، حيث لم يترك أى من المرشحين لهذه الملايين من المصوتين شيئاً إيجابياً واحداً يغرى بالذهاب للتصويت. فمحصلة مبارزتين انتخابيتين مباشرتين بين ترامب و بايدن ، والإهانات المتبادلة بين الرجلين على مدى الأشهر الماضية أقنعت الناخبين ليس فقط بأن أيا من ترامب و بايدن لا يستحق أن يكون رئيساً للولايات المتحدة، بل أن الحزبين الكبيرين المتنافسين تقليدياً على الحكم فى الولايات المتحدة قد أشرفا على الإفلاس والتداعى بدليل عجزهما عن إفراز قيادات جديرة بالقيادة ومرشحين مؤهلين للرئاسة.
حدث ذلك فى انتخابات عام 2016 السابقة عندما فرض دونالد ترامب نفسه مرشحاً رئاسياً للحزب الجمهورى رغم أنف هذا الحزب، حيث لم يكن الرجل من قيادات الجمهوريين ولم يسبق له أن خاض غمار السياسة أو حظى بعضوية أى من مجلسى الكونجرس: مجلس النواب ومجلس الشيوخ أو حتى كان حاكماً لولاية من الولايات. جاء ترامب من خارج المؤسسة، كما يقولون، ولم يكن لدى الحزب الجمهورى مرشح يملك القدرة على المنافسة فى تلك الانتخابات الرئاسية ، وتكرر هذا العجز بعد مرور أربع سنوات من حكم ترامب حيث لم يستطع الحزب الجمهورى تدارك عجزه، ولم يتمكن من طرح مرشح بديل ل ترامب يكون رمزاً لاستعادة مكانة الحزب الجمهورى. والكارثة نفسها متأصلة فى الحزب الديمقراطى .
ف الحزب الديمقراطى لم يستطع أن يرشح شخصاً مؤهلاً للقيادة فى انتخابات عام 2016 سوى هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس باراك أوباما، رغم كل المآخذ عليها كوزيرة للخارجية، وتكرر العجز فى الانتخابات الحالية عندما فشل زعماء الحزب الديمقراطى فى الدفع بشخصية قوية غير باهتة تملك من الإبهار والكفاءة وحسن السمعة ما يؤهلها لهزيمة الرئيس دونالد ترامب ، وإعادة الاعتبار للحزب الديمقراطى، ولعلهم يدركون الآن مدى خطورة هذا التقاعس وهم يتابعون ترامب وهو يكيل الاستهزاء تلو الآخر لمرشحهم الرئاسى الذى يحلو له دائماً أن يصفه ب «جو النعسان» و«البطئ»، ويحذر الناخبين من خطورة الوقوع فى خطأ انتخابه بديلاً عنه قائلاً: «إذا فاز معارضونا فلن يبقى أحد بأمان فى بلدنا». مؤكداً أنه، أى ترامب ، «الحصن الوحيد الواقف بين الحلم الأمريكى والعبثية والجنون والفوضى». ترامب تجاوز شخص جو بايدن وامتد بهجومه إلى الحزب الديمقراطى ، وتجاوز حدود انتقاد السياسات إلى التصنيف الأيديولوجى وترويع الناخبين باعتباره أن «برنامج بايدن يعد اشتراكياً.. بل قد يكون شيوعياً، وسوف يغرق البلاد فى أزمة». يحدث هذا فى الوقت الذى يعد فيه بايدن الأمريكيين «بطى صفحة الخوف والانقسامات وبإنهاء هذه المرحلة القاتمة فى تاريخ البلاد» ومخاطبته الجمهور قائلاً: «أعدكم إذا منحتمونى ثقتكم وعهدتم لى بالرئاسة فسأخرج أفضل، وليس أسوأ، ما لدينا، سأكون حليفاً للنور وليس للظلام».
قد لا يكون هذا التشكيك فى القدرات من جانب المرشحين والنيل من مضامين البرامج الانتخابية أمراً مستحدثاً، لكن حجم ومستوى التنكيل المتبادل بين المرشحين، وتقديرات قادة الحزبين بجدية الأزمة يؤكد مدى خطورة الحال التى وصلت إليها أزمة النظام السياسى الأمريكى التى باتت تنعكس بقوة على النظام الاجتماعى كله وتهدد بتداعى هذا النظام وهذه هى الكارثة الكبرى. فعلى الرغم من تأكيدات استطلاعات الرأى بأن جو بايدن يتقدم ترامب بفارق كبير، ما يعنى أن نجاحه بات مضموناً، إلا أن قادة الحزب الديمقراطى والكثير من أعضاء الفريق الانتخابى ل بايدن يحذرون من خطورة الارتكان إلى نتائج الاستطلاعات خشية حدوث أية تحولات فى التصويت، فى حين أن كثيرين من قادة الحزب الجمهورى باتوا متشائمين إزاء فرص فوز ترامب بل امتد التشاؤم والخوف إلى تنبؤ بخسارة المرشحين الجمهوريين فى انتخابات الكونجرس لمجلسى الشيوخ والنواب وبعض حكام الولايات بسبب شخص دونالد ترامب وأخطائه.
تزداد الخطورة إذا أخذنا فى الاعتبار تحذيرات سابقة للمرشحين الجمهورى والديمقراطى باحتمال «رفض نتائج الانتخابات». فهل يمكن أن تتحقق نبوءة توماس فريدمان الكاتب الشهير فى صحيفة نيويورك تايمز؟ففى ذروة تداعيات مقتل المواطن الأمريكى جورج فلويد (أسود البشرة) فى 25 مايو الماضى خاصة التظاهرات الصاخبة وانحياز الرئيس إلى الشرطة، وتفجر ما يمكن اعتباره «انتفاضة ضد الظلم العنصرى» حذر فريدمان (2/6/2020) من خطر «الانكسار» الذى يتهدد الولايات المتحدة، وقال «أنا لست متأكداً أننا سنكون قادرين على تنظيم انتخابات رئاسية حرة نزيهة فى نوفمبر المقبل وأن يكون لدينا انتقال سلمى للسلطة الرئاسية فى يناير 2021» . فريدمان فسر هذا التخوف بقوله : «نحن على أعتاب حرب أهلية ثقافية..». هناك من يتوقعون الأسوأ للولايات المتحدة التى فقدت، من وجهة نظرهم، ما يعتبرونه «قشرتها الصخرية» أى مجمل العلاقات بين مكوناتها الأثنية والطائفية والجنسية والتاريخية»، اعتماداً على تحليل يقول إن «أمريكا أمة يأكلها الغضب» وتعمق حالة الاستقطاب الطبقى والعرقى فى المجتمع الأمريكى، وتنامى قناعات بأن « الطبقة الحاكمة » من الحزبين باتت غير جديرة بقيادة الدولة. فهل أضحى التغيير السياسى الاقتصادى - الاجتماعى هو الهدف المطلوب وليس فقط التغيير الانتخابى أو حتى إصلاح النظام، بمعنى آخر هل أضحت الولايات المتحدة غير محصنة من أن تشهد «ربيعاً تغييراً» على غرار دول أخرى كثيرة؟ هذا ما سيجيب عليه واقع ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية .
نقلا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.