د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة أتابع كثيرا تصريحات وأنشطة د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وهذا منصب لو تعلمون خطير.. خطير..خطير! تولته فى مصر المعاصرة أسماء مثل سعد زغلول باشا، وأحمد لطفى السيد باشا، ومحمد حسين هيكل، وعبد الرازق السنهورى وطه حسين ومصطفى كمال حلمى وأحمد فتحى سرور...إلخ وتنبع خطورة ذلك المنصب من مسئوليته عن إعداد وتكوين أعظم وأهم ما تملكه مصر من ثروة، أى: ثروتها البشرية الهائلة. ووفق آخر الأرقام فإن عدد طلاب المدارس فى مصر وصل الآن إلى نحو 23 مليون طالب فى 45 ألف مدرسة حكومية، و 7 آلاف مدرسة خاصة. أقول هذا بمناسبة تصريحات مهمة قرأتها للدكتور طارق شوقى فى موقع اليوم السابع يوم أمس «13/10»، تحدث فيها عن جوانب كثيرة فى قضايا التعليم تستحق مناقشات كثيرة ومستفيضة. وأبدأ هنا و أقول إن من عادتى، فى تمحيص تصريحات أى مسئول كبير، مثل د. طارق شوقى هى أن أقارن ما يقوله بما هو واقع فعليا، وأعتقد أن ذلك أمر مشروع ومطلوب. كما أننى لا أتحدث فى هذا المقام عن مدارس اللغات الخاصة المتميزة التى يذهب إليها أبناء الأغنياء «ولا أقول الصفوة!» وإنما أتحدث عن المدارس الحكومية « الأميرية » المجانية شكليا، التى ينتظم فيها الملايين من المصريين من الطبقات الوسطى والدنيا، وأقول لسيادة الوزير إنه قال كلاما جميلا حالما، ولكنه فى تقديرى لا يمت للواقع بأى صلة! فالدروس الخصوصية والسناتر لن تغلق بمجرد سخرية السيد الوزير منها، وفى أى مدرسة عامة فى مصر يمكن أن تكون المسافة بين كل طالب وآخر متر ونصف متر ؟ وهل يغنى توفير التابلت عما هو أهم، وهو وجود مدرسة ملائمة بمبناها وفصولها وخدماتها المتوافرة بالشكل الذى عرفناه فى صبانا و شبابنا بمدارس حكومية عامة؟ لقد تحدث د.شوقى عن المناهج الجديدة لانج وعن إقبالنا على أفضل سنة دراسية فى تاريخ مصر. أتمنى أن يحدث ذلك ودعنا نحلم ونحلم ونحلم! نقلا عن صحيفة الأهرام