عبدالمحسن سلامة طفل صغير لم يتجاوز عمره 17 عامًا يتزوج طفلة، وينجب منها، ويطلقها، ثم يحاول الزواج بأخرى، تخلف، وجهل، لا يزالان يعششان في عقول بعض الفئات، للأسف الشديد، وبدلا من استكمال رحلة التعليم ، ثم البحث عن عمل، يتم الدفع بالأطفال إلى الزواج ، والطلاق، ثم الزواج مرة أخرى. واقعة حقيقية نشرتها الصحف المصرية يوم السبت الماضي، ملخصها أن أحد المواطنين أبلغ المجلس القومي للطفولة والأمومة بخبر زواج طفلين، قبل أن تنتهي مراسم الزواج، وذلك في إحدى قرى محافظة سوهاج. تحركت الدكتورة سحر السنباطي، أمين عام المجلس بالمحافظة، على الفور، للتقصي عن الواقعة، وفور التأكد منها، تم تحرير محضر بها، وإبلاغ النيابة، لتتفجر مفاجأة أخرى. المفاجأة تمثلت في أن الطفل (العريس) سبق له الزواج بطفلة أخرى قبل عام، وأنجب منها طفلًا، ولم يستخرج له شهادة ميلاد، ثم طلق الطفلة، وطردها من مسكنها، وأخذ منها الطفل. حالة عبث وفوضى لابد أن تتوقف، وتتم معاقبة كل من يشارك فيها، خاصة الآباء (والدي الطفل والطفلة)، وكذلك معاقبة «المأذون»، حتى لو اقتضى الأمر تعديلًا تشريعيًا لذلك. الأطفال الأزواج ليس لهم ذنب، وكل المسئولية تقع على «الأبوين» و«المأذون»، ولابد من عقاب حاسم لهم، لأن الأطفال ضحايا، يتزوجون وينجبون ضحايا جددًا، كما فعل الطفل (الزوج) حينما تزوج، وطلق، ثم ترك الطفل (المولود) دون إثبات نسب، لولا تدخل المجلس القومي للأمومة والطفولة في الوقت المناسب لاستخراج شهادة ميلاد له، وإثبات نسبه. كفى عبثًا بهذا الملف، وأعتقد أن البداية لابد أن تكون من المدرسة، ومنع التسرب، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لذلك، ومعاقبة تلك الأسر التي تقوم بتسهيل تسريب أبنائها من المدارس. * نقلًا عن صحيفة الأهرام