د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات بدأت ملامح الإدارة الأمريكية ، التي ستتولى الحكم فى حالة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن فى انتخابات 3 نوفمبر الرئاسية ، تتضح بعد أن أُضيف أعضاء جدد إلى فريقه الانتقالى فى الأيام الماضية. ويحدد قانون الانتقال الرئاسي في الولاياتالمتحدة مهمات الفريق الانتقالى فى تنسيق العمل بين الإدارة المنتهية ولايتها والإدارة الجديدة فى المؤسسات والهيئات الفيدرالية، وإعداد موظفيها للأدوار التى سيقومون بها، بحيث يجد المسئولون التنفيذيون الجدد الأوضاع مهيأة لهم فور تعيينهم. مازال هناك أساس للاعتقاد فى أن هذه الإدارة ستكون امتدادًا لإدارتي الرئيس السابق باراك أوباما ، على النحو الذى ناقشته فى الاجتهاد المنشور فى 21 يوليو الماضى، تحت عنوان: إدارة أوباما ثالثة ؟. لكن الأرجح أنها ستكون إلى يمينهما فى بعض جوانبها، وإلى يسارها فى جوانب أخرى، فيما تبقى امتدادًا لها فى الاتجاه العام. هذا ما يمكن استنتاجه حتى الآن من تشكيلة الفريق الانتقالى، الذى سيتولى عملية نقل السلطة فى الفترة الانتقالية بين إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وتعيين المسئولين التنفيذيين الجدد.. لا تعطى هذه التشكيلة صورة كاملة لاتجاهات الإدارة المحتملة، لأن اختيار الفريق الانتقالي يتم على أسس تقنية، وليست سياسية فقط. ولكنها تُمثَّل مؤشرًا مهمًا إلى اتجاهاتها. يضم الأعضاء الجدد الذين أُضيفوا إلى فريق بايدن الانتقالى مسئولين كبارًا فى إدارتى أوباما، وفى مقدمتهم سوزان رايس التي عملت طول فترتى هاتين الإدارتين، إذ مثلت بلدها فى الأممالمتحدة فى أولاهما، وكانت مستشارة الأمن القومى فى الثانية. وفى مقابل عدد من الأعضاء الذين يُعرفون بأنهم محافظون فى بعض اتجاهاتهم، على نحو يضعهم فى يمين إدارتى أوباما، ضم بايدن إلى فريقه الانتقالى ثلاثة أعضاء يقفون إلى يسار هاتين الإدارتين. وفى مقدمتهم منافسه السابق فى السباق التمهيدى داخل الحزب الديمقراطى جيت بوتجيج الذى كان معروفًا أنه مثلي قبل أن يعلن ذلك فى أواخر العام الماضى. ومن هؤلاء الأعضاء اثنان دعما حملتى أبرز من عبروا عن يسار الحزب الديمقراطى فى السباق التمهيدى، وهما جولى سيجل المستشار القانونى الرئيسى ل حملة إليزابيث وارين ، والنائبة براميلا جاياباك التى أيدت بيرنى ساندرز. * نقلًا عن صحيفة الأهرام