مازال مسلسل مخالفات البناء فى ازدياد بمناطق مختلفة بمحافظة القاهرة، ورغم ما تقوم به أجهزة الأحياء تجاه هذه المخالفات، إلا أنها أكدت أنها ما زالت بحاجة لدعم أمني للقضاء عليها نهائيا. كان الرئيس مرسي خلال لقائه برؤساء أحياء القاهرة الكبرى ضمن برنامج ال100 يوم قد أوصى بضرورة مواجهة هذه المخالفات ضمن حملات النظافة الموسعة لإزالة الإشغالات، ولكن ذلك لم يتم على مستوى جميع الأحياء، نظرا لاحتياجها لدعم أمنى قوى لمواجهة المخالفين. وقد ازدادت هذه المخالفات عقب ثورة يناير، نظرا للانفلات الأمنى الذى صاحب الثورة والاعتداء على أقسام الشرطة، مما شجع المخالفين على بناءأبراج وتعليةأدوار جميعها مخالفة للقانون، وهو ما حدث بحى منشأة ناصر، وتحديدا عودة البناء فى مناطق الخطورة الداهمة بجبل المقطم، وكذلك حى مصر القديمة والمعصرة والتبين بحلوان. حاولت "بوابة الأهرام" رصد بعض من هذه المخالفات، وكيفية تعامل الحى معها، حيث أكد عاطف عبدالمنعم، رئيس حى الزيتون، أن جميع أحياء القاهرة تقريبا ترصد من حين لآخر مخالفات بناء كثيرة وتصدر ضدها قرارات إزالة، ولكن احتياجها للدراسات الأمنية يؤخر تنفيذها. وقال عبدالمنعم ل"بوابة الأهرام" إن حى الزيتون رصد مؤخرا ما يقرب من 500 مخالفة بناء، ولكنه لم يتمكن من إزالتها جميعا لنفس السبب السابق(الدعم الأمنى)، لافتا إلى أنه تمكن من إزالة مخالفة بناء على أرض ملك(للأوقاف)، اغتصبها البلطجية، ولكن أجهزة الحى تمكنت من إزالتها فى المهد. وأضاف: الكارثة الخطيرة فى هذه الأرض، هو أن من يقوم ببنائها قد بدأ فى الإعلان عن إنشاء برج من 13طابقا، جميعها مخالفة للقانون. فى المقابل، عجز حى الزيتون عن مواجهة مجموعة من البلطجية استولوا على قطعة أرض واسعة تابعة لأحد البنوك المعروفة، ولكن الأخير لم يتخذ أى إجراء حيال ذلك، فى حين لم يتمكن البلطجية من الاستيلاء على قطعة أرض تملكها إحدى شركات البترول، فى محاولة منهم لإقامة برج مخالف عليها. فى سياق متصل، أوضح رئيس حى الزيتون، أن كثيرا من رؤساء الأحياء لا يملكون من الأمر شيئا فيما يتعلق بمخالفات البناء، مشيرا إلى أن قرار الإزالة بحاجة سريعة لتنفيذه، ولكن الموافقة عليه من قبل المحافظ تحتاج إلى شهرين، كما أن العديد من قرارات الإزالة تحتاج دراسات أمنية، وهذا بدوره يؤخر تنفيذها، ويساعد من ناحية أخرى المخالف فى سرعة الانتهاء من تعلية الأدوار . من جانب آخر تسبب تأخر الدراسة الأمنية فى حى حدائق القبة بالقاهرة، كما علمت "بوابة الأهرام" من أحد المصادر بالحى، فى قيام أحد المخالفين بالاستيلاء على أحد القصور المعمارية، ورغم محاولة أجهزة الحى التصدى لذلك، خاصة وأن الأرض المقام عليها القصر لاتصلح للبناء( لأنها ضمن ضوائع التنظيم) إلا أن المخالف استمر فى مخالفته. أما فى حى السلام شرق القاهرة، فمخالفات البناء فيه كما يقول المواطنون تتم ( على عينك ياتاجر)، ويساهم فى ذلك عشوائية الحى وشعبيته، لدرجة أن المسئولين فيه يتواطؤون أحيانا مع المخالفين، مقابل مبالغ مالية للسماح لهم بتعلية الأدوار والبناء على أملاك الدولة. وفى حى المطرية، لم يتمكن رئيسه نبيل الجزار، كما ذكر ل"بوابة الأهرام" من تنفيذ العديد من قرارات الإزالة لعدد من مخالفات البناء، والسبب حاجته لقوى أمنية ضخمة لمواجهة البلطجية والمخالفين بالحى. لذلك فإن استمرار الوضع على ماهو عليه بالعديد من أحياء القاهرة، خاصة فى ظل عدم وجود محافظ يوافق بسرعة على قرارات الإزالة، ينذر بكارثة ازدياد مثل هذه المخالفات، ومن ثم انهيارها كما يحدث بمحافظة الاسكندرية، ولن يدفع الثمن فى النهاية سوى المواطن البسيط.