واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة حضورها الإنساني على صعيد إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية التي شهدها العام 2020. وكانت الإمارات ولاتزال حاضرة في أغلب المناطق المنكوبة بفعل الكوارث ابتداء بحرائق أستراليا مطلع العام الجاري وصولا إلى الفيضانات التي يشهدها السودان منذ عدة أيام. ولعل البداية كانت مع إطلاق الإمارات مبادرة «تعاضد الأصدقاء» تضامنا مع المتضررين من حرائق الغابات غير المسبوقة التي تعرضت لها أستراليا في مطلع العام الجاري، بهدف جمع التبرعات لضحاياها. وأكدت الإمارات استعدادها لتوفير الخبرات اللازمة، والمعدات والقوى العاملة وغيرها من أشكال الدعم للمساعدة على مكافحة الحرائق وإعادة بناء وإصلاح ما خلفته من أضرار. وفي يناير الماضي، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإمارات ي، مساعدات إغاثية عاجلة للمتأثرين من الحريق الذي شبّ في مدينة «تين هتين» بكراتشي في باكستان الأمر الذي ساهم في التخفيف من معاناة السكان الذين فقدوا ممتلكاتهم واحتياجاتهم الأساسية، وواجهوا ظروفاً إنسانية صعبة بسبب قسوة المناخ وبرودة الطقس. ونتيجة الفيضانات التي تشهدها باكستان منذ نحو أسبوعين، سارعت الإمارات إلى مد يد العون للمتضررين بعدما أعلنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية عن تنفيذ خطة إغاثة عاجلة لنحو 75 ألف شخص تشمل تقديم الأدوية والخيام والبطانيات وحليب الأطفال وتستهدف المتضررين في مناطق إقليم السند الجنوبي، خصوصاً المدن والبلدات القريبة من مجرى نهر السند. وفي مايو الماضي، أرسلت الإمارات بناء على توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مساعدات إنسانية عاجلة إلى جمهورية الصومال لمساعدة المتضررين من الفيضانات المدمرة التي ضربت الصومال جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة شرق إفريقيا. وضمن سلسلة الجهود الإمارات ية المستمرة لدعم قضايا اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم، أعلنت الإمارات في 26 أغسطس الماضي عن تقديم دعم لمفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين عبر تسيير شحنة مساعدات إلى منطقة كوكس بازار في جمهورية بنجلاديش الشعبية، وذلك جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات ضربت المنطقة ومخيم كوكس بازار الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا. وفي تحرك فوري لمد يد العون إلى جمهورية السودان الشقيقة ومساعدتها على تخطي الآثار المدمرة للفيضانات التي شهدتها نحو 16 ولاية، أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإرسال طائرة تحمل 100 طن من مواد الإغاثة من مخازن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، لمساعدة ضحايا الفيضانات. وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإمارات ي سيرت الهيئة طائرة إغاثة إلى السودان، لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة والضرورية لمساندة المتأثرين من السيول والفيضانات التي تشهدها عدد من الولايات السودانية منذ أيام. ورافق الطائرة وفد من هيئة الهلال الأحمر، لإيصال المواد الإغاثية التي تتضمن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية والإيوائية المتمثلة في الخيام والأغطية والمشمعات، إلى جانب المواد الصحية المستخدمة في إصحاح البيئة. ويقوم الوفد كذلك بعدد من المهام الإنسانية خلال تواجده في السودان، حيث يقف ميدانيا على الآثار المدمرة للفيضانات وتأثيرها على مئات الآلاف من السودانيين في حوالي 16 ولاية، ويتلمس عن قرب أهم الاحتياجات الأخرى التي تنقص الساحة السودانية في المرحلة القادمة على صعيد المساعدات، تمهيدا لتوفيرها ضمن برنامج الهيئة الإنساني لصالح المتضررين. وفي اليمن تواصل دولة الإمارات ممثلة في ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر تسيير قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المناطق المتضررة والمنكوبة جراء السيول والفيضانات التي شهدها عدد من المناطق اليمنية خلال الأشهر الماضية، وتتضمن كميات كبيرة من المواد الغذائية والسلع التموينية الأساسية، والأغطية والملابس المتنوعة والخيم .