قالت الكاتبة الروائية سلوى بكر ان إحسان عبد القدوس شخصية تراجيدية بأمتياز، لأنه كان أحد رواد وأعمدة الحداثه فى لحظة كان الجميع يفكر خلالها ويدير الحياة بطريقة ماضوية". جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقُد مساء أمس الخميس بمنتدى بتانه الأدبى تحت عنوان "ليلة فى محبة إحسان عبد القدوس"، لمناقشة أحدث كتابين صدرا عن إحسان بدار بتانة وهما "إحسان عبد القدوس بين السياسة والأدب" و"إحسان عبد القدوس سيرة حياة آخرى"، للكاتبين إبراهيم عبد العزيز ومحمود الشناوى. ورأت سلوى بكر أن اشكالية إحسان تكمن فى أنه كان يريد أن يكون معاصرًا فى مواجهة الماضوية، ومن ثم كان طوال الوقت مستبعداً من قبل جهات عده، حيث منُعت أعماله من التدريس فى التربية والتعليم. وكان يبحث دائمًا عن المعاصرة والتجديد فتم اتهامه بأنه يكتب عن الجنس وحسب. وتحدثت بكر عن تأثير عبد القدوس على جيلها وقالت:"بدأت التعرف على ادبه خلال المرحلة الإعدادية عن طريق قراءة قصصه بروزاليوسف، كما كنا نبحث عن اجابات عن الأسئلة المسكوت عنها، حيث كتب بدوره فى العلاقات الإنسانية وهو ما يفسر الأقبال الرهيب على كتاباته" وأشارت إلى أنه كان يقدم كتابهً تستخدم وسائل تعبيرية بسيطة، وأساليب سلسلة تخاطب شريحة كبيرة من القراء، كما أن إرث وتركة إحسان إنه استطاع أن يطوع أسئلة السياسة للأدب، وهذه مسألة صعبه وخاصة فى لحظة التأزم السياسى وخاصه أنه كتب فى هذه اللحظة بالضبط، حيث لا توجد مشروعات استراتيجية فى الوطن، بل كان المشروع الأساسى القضاء على الأستعمار ولكن كان هناك تأزم سياسى حقيقيى بسبب ما تم من اسيطان اسرائيلى. وفى سياق إدارته للقاء قال الشاعر شعبان يوسف :" أن يوسف كان ينتمى إلى أسرة مركبة، أصولها ريفيه محافظة رغم أن جده كما اشار هو فى مذكراته كانت لديه ميولاً فنيه، والأب كان منولوجيست وفنان، الأم فنانة ثم مؤسسة لمجلة زوزاليوسف العريقة". ووصف شعبان يوسف ، احسان بصاحب الرهانات الناجحة فى الصحافة والسياسية، كما رأى أن التضافر بين الصحافة والفن والسياسة عند احسان لم يجتمعوا لدى كاتب أخر، ولفت إلى أن أثر إحسان يكمن فى كل ما كتبه. وفى كلمة الناقد الدكتور شريف الجيار عن إحسان عبد القدوس أكد على أن السيدة روزاليوسف قد شكلت فى ابنها فكرة الصمود والمواجهة ومن هنا يمكننى القول بأن إحسان كاتب الرفض، والرفض هنا لا يعنى الوقوف فقط والمواجهة السلبية بقدر ما يعنى المواجهة من أجل الإصلاح، ومن هنا أقول بأن إحسان كاتب إصلاحى من طراز فريد. يضيف:" لا أقول هو امتداد لقاسم أمين فى تحرير المرأة ولكن المرأة لديه ليست هى المرأة كما يرى الآخرون، بل هى مصر، لأن خطابه يظهر فى إبداعه على أنه خطاب روائى سسيونفسى، يعالج المرأة ويعبر عن مكنونات الجسد فى حين أن هذا الأمر غير صحيح، فمن وجهة نظرى أن كل رواية كتبها بطلتها أمرأة، هذه المرأة هى مصر بمعنى أن كل تغير يحدث فى مصر رصده إحسان من خلال تطور حرية مصر، أى من خلال تطور حرية المرأة". يستكمل:" أذن المرأة فى عالم إحسان هى أساس الليبرالية والتنوير فى عقلية الذكورة العربية وعقلية الوطن المصرى قبل ثورة 52 وما بعدها، ليس من الأنصاف أن يتم تحييد دور الأب محمد عبد القدوس، فى حين أن هذا الرجل لعب دوراً إيجابياً رغم أنه ليس كدور الأم والتى كان دورها بنائياً مواجهاً بينما حيث ساند الأب أبنه وساهم فى إعادة الثقه لديه." وأضاف الجيار:" نستطيع إذا قرأنا إبدع احسان أن نتابع التطور التاريخ التاريخى السياسى والرأسمالى للدولة سواء على صعيد الرأسمالية التى تزوجت بالسياسة، أو اليسار الذى ظلم عبد القدوس لفترات طويلة، أو على صعيد الوفد الذى وصف ادب إحسان بأنه أدب فراش". وختم حيثه قائلا "لقد كتب إحسان رسالة لعبد الناصر ولم يرسلها له بل أحتفظ بها فى درج مكتبه قال فيها: "يا سيادة الرئيس أننى لا اكتب كى أدنس شرف المرأة، ولكنى أكتب لكى أدافع عن المرأة المصرية" وبالتالى نجد فكرة المكاشفه عند إحسان وهو من قال أكثرنا حرية.. أكثرنا مسئولية." ندوة إحسان عبد القدوس ندوة إحسان عبد القدوس ندوة إحسان عبد القدوس