وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ليل الإثنين، إلى بيروت ، في زيارته الثانية منذ ا نفجار المرفأ المروع، وذلك بعد ساعات من تسمية مصطفى أديب رئيساً مكلفاً بتشكيل حكومة جديدة، وعشية إحياء لبنان المئوية الأولى لتأسيسه. وحطت طائرة ماكرون في مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة التاسعة مساء، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وكان دعا في زيارته الأولى في 6 أغسطس المسئولين إلى إقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة، واعدا بالعودة ل"تقييم" التقدّم الذي تمّ إحرازه. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، في استقبال نظيره الفرنسي، والوفد المرافق في المطار. ومن المقرر أن يتوجّه مباشرة بعد انتهاء مراسم الاستقبال الرسمي لزيارة الفنانة فيروز، التي تعد سفيرة الفن اللبناني الى العالم، والتي يلتقي اللبنانيون من كل الطوائف والانتماءات السياسية حول صوتها وأغانيها. ويلتقي ماكرون في وقت متأخر من ليل الإثنين، رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، في منزله في وسط بيروت ، بينما يحفل جدول أعماله الثلاثاء بلقاءات سياسية، وأخرى ذات طابع رمزي، يختتمها باجتماع يعقده مع تسعة من ممثلي أبرز القوى السياسية. واستبقت الرئاسة الفرنسية وصوله إلى بيروت بتأكيدها ليل الأحد، أن المطالب التي يحملها "واضحة، وهي حكومة بمهمة محدّدة، نظيفة الكفّ، فاعلة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية في لبنان، وبالتالي تلقي دعما دوليا قويا". وسرّعت القوى السياسية اللبنانية خلال الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب، الذي استقالت حكومته بعد ا نفجار المرفأ تحت ضغط الشارع الغاضب من المسئولين. وكلف عون الإثنين، سفير لبنان لدى ألمانيا، مصطفى أديب ، بتشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على أصوات غالبية النواب خلال الاستشارات النيابية الملزمة. وتعهّد الأخير بإجراء إصلاحات وتشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن". وخلال زيارته الأولى بعد ا نفجار المرفأ الذي أوقع 188 قتيلاً على الأقل، دعا ماكرون إلى إحداث "تغيير" حقيقي في النظام ووضع "ميثاق سياسي جديد". ويحكم لبنان المتعدّد المذاهب والأديان نظام محاصصة طائفية وسياسية تتمسك به طبقة سياسية لم تتغير منذ عقود. وتكررت على لسان مسئولين لبنانيين خلال الأيام الماضية دعوة إلى تغيير النظام الطائفي، على رأسهم عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كما أبدى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله انفتاحاً إزاء الطرح الفرنسي بشأن التوصل إلى "عقد سياسي جديد" بناء على اقتراح ماكرون ، مشترطاً في كلمة الأحد، أن "يكون هذا النقاش وهذا الحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية".