د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات شريرة ولئيمة. هكذا وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية فى 3 نوفمبر المقبل كامالا هاريس التى اختيرت لخوض هذه الانتخابات ضده على بطاقة المرشح الديمقراطى جو بايدن. لم ينتظر ترامب سوى دقائق لإطلاق أول «صواريخه» ضدها عبر موقع «تويتر». وواصل هجومه عليها مشككًا فى تأهلها من الناحية القانونية للمنافسة على منصب نائب الرئيس، بدعوى أن والديها المهاجرين لم يحملا الجنسية الأمريكية، ولم تكن لديهما إقامة دائمة فى الولاياتالمتحدة يوم ولادتها. وأعاد ترامب إلى الأذهان ادعائه أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يولد أصلا فى الولاياتالمتحدة، بل فى كينيا، قبل أن يقر عام 2016 بعكس ذلك. يبدو أن ترامب قلق من قدرات هاريس الخطابية، وعدم ترددها فى شن حملات لاذعة ضد خصومها، بخلاف بايدن الهادئ الذى لا يميل إلى خوض معارك سياسية ساخنة، والدخول فى مشاحنات مع خصومه. يتوقع الرئيس الأمريكي، فيما يبدو، أن تعوض هاريس ما يراه نقصًا فى تكوين بايدن، ويصفه بناء عليه بأنه نائم أو نعسان. فقد استبقت هاريس ترشيحها على بطاقة بايدن الانتخابية بشن هجوم حاد ضد ترامب خلال الاحتجاجات التى أعقبت موت الشاب الأسود جورج فلويد خنقًا لدى قيام شرطى أبيض بإلقاء القبض عليه. لم تجد حرجًا فى أن تتهمه بأنه عنصرى من وجهة نظرها. ولكن هجومها ضده لم يكن لاذعًا فقط، ولم يقتصر على استخدام عنف لفظى فحسب، بل تضمن نقدًا محددًا لسياسته ومواقفه تجاه قضايا فرض القانون، واحترام الحقوق المدنية، والعلاقات بين مكونات الشعب الأمريكى وموقع الأقليات فيها خاصة السود. كما شمل هجومها نقطة ضعف يعانى منها، ويخشى أثرها الانتخابي، إذ اتهمته بالفشل فى إدارة الأزمة التى سببها فيروس كورونا ، وحملَّته المسئولية الأولى عن تفشيه وحصده أرواح أعداد كبيرة ومتزايدة من الأمريكيين. يخشى ترامب , إذن, إمكان نجاح هاريس فى بث حيوية فى حملة بايدن ، التى بدأت باهتة، على نحو قد يعزز فرص المرشح الديمقراطى الذى تفيد استطلاعات الرأى العام الأخيرة تقدمه فى السباق الانتخابى حتى الآن. نقلا عن صحيفة الأهرام