خلع إيكر كاسياس قفازيه نهائيًا وترك شبكته التي ظل يحرسها طيلة 30 سنة، معلنًا اعتزاله كرة القدم وهو في سن التاسعة والثلاثين. أعلن كاسياس اليوم الثلاثاء اعتزاله رسميًا كرة القدم ليطوي صفحة من الإنجازات سواء مع ريال مدريد أو إسبانيا ربما يصعب تكرارها. بداية الرحلة انضم إيكر كاسياس إلى ريال مدريد وهو في التاسعة من عمره أي منذ عام 1990 وهو يلعب في صفوف الفريق الملكي حتى رحيله عن الفريق في صيف 2015. في إحدى الحوارات التلفزيونية قال كاسياس: "كنت أستمع لأسماء لاعبي ريال مدريد تُردد في ملعب سنتياجو بيرنابيو وكنت أقول لنفسي أن اسمي سيُردد يومًا ما". وصدقت توقعات إيكر، أو القديس كما أُطلق عليه، الذي انضم إلى الفريق الأول في ريال مدريد وهو لم يبلغ 17 سنة ولذلك حكاية أيضًا. من المدرسة إلى دوري الأبطال في نوفمبر 1997 كان ريال مدريد متجهًا إلى النرويج للعب مباراة في دور المجموعات بدوري الأبطال أمام نادي روزنبرج. قادت الصدفة كاسياس إلى تلك الرحلة فالحارس الثاني والثالث ل ريال مدريد أصيبا واحد منهما كان سنتياجو كانيزاريس الذي سيكون لكاسياس قصة معه في مونديال 2002. استدعى ريال مدريد إيكر من المدرسة إلى رحلة النرويج؛ أحد أفراد الإدارة ووالدته ذهبا خصيصًا ليبلغاه. مدير مدرسة إيكر وقتها كان مشجعًا ل ريال مدريد وفخور جدًا بأن واحد من تلاميذه سيمثل فريقه. بداية التاريخ الملكي في دوري الأبطال بداية ترديد اسم كاسياس، في ريال مدريد كان عام 2000، أيضًا في دوري أبطال أوروبا ففي الخامس عشر من سبتمبر 1999 أمام أولمبياكوس اليوناني بات أصغر حارس يشارك في تاريخ البطولة "18 سنة و177 يومًا". في نهائي بطولة نفس العام ضد النادي الإسباني الآخر فالنسيا، ففي الرابع والعشرين من مايو توج الريال ببطولته الأوروبية الثامنة، على ملعب ستاد دو فرانس بفرنسا، وأصبح كاسياس، أصغر حارس يشارك بنهائي دوري الأبطال بتسع عشرة سنة وأربعة أيام. يبدو أن بين إيكر ودوري الأبطال قصة خاصة فمنه كانت البدايات دائمًا أول مرة يلعب للريال وكذلك فرصته الحقيقية، فكل ما سبق كان تمهيدا للبداية الحقيقيقة في نهائي دوري الأبطال 2002 بين ريال مدريد وباير ليفركوزن الألماني، أصيب حارس الريال سيزار، في الدقيقة 68 والنتيجة 2-1 لصالح الريال، فيتم تبديله ويحل مكانه إيكر كاسياس ، ويحافظ على نظافه شباك فريقه، الذي يتوج ببطولته التاسعة، ويتوج كاسياس ببطولته الأوروبية الثانية خلال عامين ويتوج بحراسة مرمى الريال لمدة 13 موسمًا. اغتنام الإصابات ومجد مع اللاروخا أصيب الحارس الأساسي ل ريال مدريد سيزار، في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 فكانت فرصة كاسياس التي لم يتركها، وأصيب حارس المنتخب الإسباني الأساسي سانتياجو كانيزارس، حارس فالنسيا، إصابة غريبة خارج الملعب حيث وقعت زجاجة عطر على قدمه، قبل كأس العالم 2002 بكوريا واليابان، كانيزارس، هو نفسه حارس الريال الذي أُصيب في 97 وحل كاسياس مكانه. حرس إيكر مرمى منتخب اللاروخا في مونديال2002 وما تلاها من بطولات حتى كأس العالم 2014. كان مشوار كاسياس مع منتخب إسبانيا مكللًا بالنجاح فالبدايات كانت بالفوز ببطولة أمم أوروبا تحت 16 سنة مع ثم كأس العالم تحت 20 سنة ومع المنتخب الأول توج ببطولتي أمم أووربا 2008، 2012 وبينتهما كان أول قائد لمنتخي إسبانيا يحمل كأس العالم في مونديال جنوب إفريقيا 2010. استمر كاسياس مع ريال مدريد حتى صيف 2015 وقت غادر الريال باكيًا بعد نهاية عقده مع بعض المشكلات مع الإدارة التي لم تودعه بالشكل اللائق. ترك كاسياس ريال مدريد وبحوزته 19 بطولة خلال 17 موسمًا مع الفريق الأول "3 بطولات دوري الأبطال، 3 بطولات كأس العالم للأندية، بطولتي سوبر أوروبي، 5 بطولات دوري، كأس ملك إسبانيا، 4 سوبر إسباني". رحلة استكشاف برتغالية حينما ترك كاسياس ريال مدريد اتجه نحو البرتغال؛ رحلة كاسياس استمرت حتى 17 أبريل 2019 وكما بدأت في وري الأبطال انتهت منه فأخر لقاء لعبه كان أمام ليفربول في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وخسره فريقه 4-1. في الأول من مايو 2019 أعلن نادي بورتو إصابة حارسه بأزمة قلبية في التدريبات نقل على إثرها في المستشفى التي غادرها بعد أيام. لم يلعب إيكر مجددًا وعُين في منصب إداري بالنادي البرتغالي الذي حصد معه بطولتي دوري وبطولة كأس وآخرى في السوبر. أكثر من ألف مباراة لعبها كاسياس بألوان ريال مدريد وبورتو ومنتخب إسبانيا، و28 بطولة متفرقة بينهما وألقاب فردية عديدة كلها سُطرت في تاريخ الحارس الذي فوت وهو ما بين السابعة والثامنة على والده فرصة الفوز بما يزيد على مليون يورو بعدما نسي إرسال توقعات والده عن مباريات كرة القدم التي كانت صحيحة بالبريد. صحيح ضاع من والد إيكر هذا المبلغ الضخم لكن نجله عوضه ربما بترديد اسمه في كافة أنحاء العالم.