أعادت واقعة الكشف عن جدار من «العصر البطلمى» وتحديدا من عهد الملك بطليموس السادس، في أثناء قيام أحد المواطنين بالتنقيب عن الآثار بجوار معبد إسنا جنوبالأقصر ، المساعى المستمرة طوال عقود لتقنين وتنظيم عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار الأقصرية. وقد كانت فى واقعة « الحائط البطلمى » تذكرة لأهل الأقصر بواحدة من أشهر حوادث سرقات الآثار والتى جرت قبل ثلاثة عقود، والمعروفة بواقعة « رأس حتحور ». فيحكى الباحث الأثرى والتاريخى فرنسيس أمين أن فترة منتصف التسعينيات شهدت قيام مجموعة من لصوص الآثار بقطع رأس تمثال الإلهة حتحور، والقائم بأحد ميادين الأقصر، واستبدالها برأس ماعز مصنوعة من الجبس الأبيض. ويستكمل أمين روايته، موضحا أن التمثال الأصلى كان من الحجر الرملى، وكان يتخذ شكل بقرة، كأحد الأشكال الخاصة بالإلهة حتحور، إلهة الخير والجمال والأمومة والخصوبة لدى المصرى القديم. وتم وضع التمثال على قاعدة مرتفعة أول مرة عام 1923، عندما قام الملك فؤاد بشق طريق الكورنيش الحالى الشهير بالأقصر، والذى كان يطلق عليه قديما « شارع البحر »، وقام بإنشاء قسم شرطة الأقصر على هيئة «معبد فرعونى». وذلك فى ذات موقع قسم الشرطة القديم، الذى كان يعرف باسم «الضبطية». وفى مواجهته تم إنشاء حديقة البلدية، التى تم استكمالها فى عام 1947 لتصبح باسم «المنتزه»، حتى تغير اسمها بعد ذلك إلى «حديقة خالد بن الوليد». وتمت إزالتها ضمن أعمال تطوير الأقصر عام 2005 لإعادة اكتشاف طريق الكباش، وتم نقل تمثال «حتحور» المعتدى عليه إلى مخازن الآثار. وإن غابت «حتحور» التى كانت تطل على «طريق الكباش»، فإن الطريق يستعد لحياة جديدة بدونها، فالأقصر تستعد لإعادة فتح ما يعرف ب « الطريق المقدس » الذى كان يربط بين معبدى الأقصر والكرنك. فيقول الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك والمشرف العام على «طريق الكباش»، إن القطاع الأول من مشروع إحياء «طريق الكباش»، والذى كانت تقع به حديقة تمثال حتحور، شهد إقامة أول مدرسة حفائر أثرية متطورة لتدريب الأثريين على المنهج العلمى فى أعمال الحفائر والتوثيق والتسجيل والرفع المساحى ودراسة الفخار وغيره من علوم الآثار المختلفة. ويوضح الصغير أن المدرسة قامت بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار ومركز البحوث الأمريكى وجاءت ذروة أعمالها خلال الفترة بين عامى 2006 و2008، حيث كانت سببا فى اكتشاف مجموعة من التماثيل على هيئة أبي الهول ترجع إلى عصر الملك نختنبو الأول. نقلا عن صحيفة الأهرام