فقدت مصر فى أزمة الكورونا أكثر من مائة شهيد من الأطباء، وهناك أكثر من 500 طبيب من المصابين بالوباء.. ولا يستطيع أحد أن يتجاهل أو ينكر موقف أطباء مصر ومنهم شباب فى مقتبل العمر وكبار فى السن لم يترددوا فى أن يهبوا حياتهم دفاعا عن آلاف المصابين.. كان موقف أطباء مصر نموذجا فريدا فى التضحية، ويجب أن تنشر أسماؤهم فى لوحات الشرف فى كل المستشفيات والمراكز الطبية التي استشهدوا فيها.. إن الوفاء والعرفان يتطلب أن تتصدر قوائم هؤلاء كل وسائل الإعلام فى مصر، وقد طالبت ومازلت بأن تضم قوائم الشهداء فى كل المجالات أسماء شهداء الأطباء وأن تصرف لأسرهم التعويضات والمعاشات الخاصة التي يحصل عليها أسر الشهداء فى مصر.. إن بعضهم شباب يعولون أسرا صغيرة وهناك آباء تركوا أطفالا صغارا ومن واجب الدولة أن ترعى هذه الأسر.. إن مرتبات هؤلاء الأطباء مبالغ قليلة وهى لا تكفى للإنفاق على أسرة أو تربية الأبناء، ولهذا فإن الواجب يحتم علينا تقديم المعاشات المناسبة والتعويضات التى تعين أسرهم على استكمال مشوار الحياة.. إن المؤكد أن نقابة الأطباء ونقيبها أ.د حسين خيرى لن يتخلوا عن أسر شهداء الأطباء وسوف يقدمون لهم ما يقدرون عليه وفاء وعرفانا، وإن كنت أتوقع بعد أن تزول هذه الغمة أن تقام احتفالية كبيرة تحت رعاية الحكومة و نقابة الأطباء ل تكريم اسر الشهداء .. إن كتيبة الشهداء من أطباء مصر الذين قدموا حياتهم لإنقاذ آلاف المواطنين ورعايتهم، وفى النهاية قدموا حياتهم، يستحقون كل التكريم، لأن مثل هذه النماذج الرفيعة فى السلوك والعطاء يجب أن تتصدر دائما مواكب الشرفاء فى هذا الوطن.. يجب ألا نتخلى عن هؤلاء لأنهم يقدمون للأجيال القادمة القدوة فى العطاء ولا ينبغى أن يرحلوا فى صمت.. من بين هؤلاء الشهداء عدد كبير من الشباب وعدد آخر من كبار الأطباء ومن قدم حياته لكى ينقذ الآلاف ولابد أن يلقى ما يستحق من العرفان. نقلا عن صحيفة الأهرام