بدون عناء يُذكر، تستطيع أن ترصد عددًا من الصفات والخصال الذميمة في المدعو رجب طيب أردوغان ، القابض على السلطة في تركيا والمتحكم فيها، والذي يوجهها صوب ما يقرره أهله وعشيرته من جماعة الإخوان الإرهابية ، والذى يوفر ملاذات آمنة لقادتها في بلاده التي أضحت شاطئًا آمنًا ترسو فيه سفن الإرهابيين والمتطرفين والمرتزقة من كل حدب وصوب. أولًا: هوس لا حدود ولا سقف له بالسلطة، التي وظفها لخدمة مصالح عائلته وأقاربه ومن ينعمون بالوجود داخل دائرته المقربة والذين يحرصون على إرضائه، حتى لا يفقدوا ما تحت أيديهم من مزايا ومكتسبات ونفوذ. ثانيًا: مصاب بداء جنون العظمة والنرجسية الشديدة، ويتصور أنه قادر على إعادة رسم خريطة الإقليم وربما العالم وفقًا لما يراه ويحدده، وأنه على الآخرين الانصياع لما يريده دون نقاش أو اعتراض. ثالثًا: يمارس البلطجة السياسية والعسكرية باحتراف واقتدار، بل وأصبح مدمنًا لها ولا يقوى على العيش بدون تعاطيها. رابعًا: هوايته المفضلة اللعب بالنار عبر إصراره على التدخل بوقاحة وصفاقة في الشئون الداخلية للدول الأخرى، مخالفًا كل الأعراف والمواثيق الدولية المعمول بها والمتعارف عليها باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها، والمحافظة على السلم والأمن الدوليين وعدم تهديدهما. خامسًا: خادم ومنفذ مخلص وأمين لمخططات التنظيم الدولي للإخوان؛ المبنية على التخريب والعنف وإشعال الحرائق هنا وهناك، ولنراجع ما تشهده تونس حاليًا من كشف نواب بالبرلمان التونسي العلاقات المشبوهة بين رئيس حركة النهضة الإخواني راشد الغنوشي و أردوغان ، وسفر الأول لأنقرة واجتماعه مع الرئيس التركي دون إخطاره مسبقًا لرئيس بلاده ولا البرلمان الذي يتولى رئاسته، وإعلان الغنوشي دعمه للسراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي الساعي لتطهير بلاده من الإرهابيين والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا وقطر. سادسًا: داعم رئيسي للإرهاب والتطرف؛ حيث ارتبط نجل أردوغان بصلات اقتصادية قوية بتنظيم "داعش" الإرهابي، وكم من قيادات "داعش" جرى استضافتهم بالأراضي التركية تحت سمع وبصر الدولة التركية وأجهزتها الأمنية، وتم علاج بعض هذه القيادات الإرهابية داخل مستشفياتها. وحينما لحقت الهزيمة ب"داعش" في سوريا والعراق كان أردوغان عراب عمليات نقل عناصره الإرهابية ل ليبيا للقتال ضمن ميليشيات حليفه الإخواني فايز السراج، الذي دمر ليبيا ومقدراتها لتقديمه مصلحة جماعته الإرهابية على ما عداها، وبكل أسف فإن ليبيا الشقيقة وشعبها يدفعان الثمن، ولم يكتف السراج المنتهية صلاحية حكومته بذلك؛ بل إنه فتح أبواب ليبيا على مصراعيها للغزو العسكري التركي لها، لكي يحتفظ بمنصبه. سابعًا: يعاني أردوغان من عقدة مزمنة اسمها مصر، ويخصص جزءًا كبيرًا من وقته لحبك المؤامرات والدسائس ضدها، وسمحت حكومته لقنوات الإخوان بالبث من تركيا حاملة أكاذيب وشائعات وتحريضًا على القتل والعنف ورفع السلاح في وجه القوات المسلحة والشرطة، فمصر بفضل وعي شعبها وقواتها المسلحة تخلصت من حكم الإخوان؛ الذين أثاروا الفتن والقلاقل في البلاد وكادوا يدفعونها – لولا عناية الله ويقظة قواتنا المسلحة – نحو حافة الاحتراب الأهلي. وإن تصور أردوغان أنه قادر على تهديد الأمن القومي المصري من البوابة الليبية، وفرض الأمر الواقع بوجوده عسكريًا في ليبيا ، فهو غارق في أضغاث أحلام عليه الاستفاقة منها، وإعادة حساباته من أولها لآخرها، وإن اعتقد أنه سيكون في نزهة خلوية بالمدن الليبية وسيضع يده على الثروات الطبيعية للجارة ليبيا فهو واهم؛ لأن الشعب الليبي وجيشه الوطني لن يسمحا بذلك، وسيقاومان دفاعًا عن وطن غزته قوات أجنبية قدمت لاحتلاله ونهب ثرواته، وستتحول ليبيا لنسخة تركية من فيتنام التي هزمت فيها الولاياتالمتحدة، وظلت وصمة عار تلاحقها حتى يومنا هذا. وما يزيد من عقدة أردوغان تجاه مصر ويعمقها بمرور الوقت ما حققته الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي من إنجازات ونجاحات إبان السنوات الست الماضية؛ والتي غيرت وجه البلاد للأفضل، وينتظرها مستقبل واعد بإذن الله، والتفاف المصريين حول قيادتهم السياسية والقوات المسلحة والشرطة المدنية، ودعمهم لكل ما تشهده بلادنا من مشروعات وجهود تصل الليل بالنهار لتحسين حياتهم في جوانبها المختلفة. ثامنًا: يمتلك أردوغان مهارة فائقة - مشهودًا لها في الأوساط الدولية والإقليمية - في الابتزاز بأقذر وأحط أشكاله، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، واحسبوا مثلًا كم مرة ابتز فيها أوروبا، التي يهرول خلفها منذ سنوات للانضمام إليها، بورقة اللاجئين السوريين. تاسعًا: ينكث بوعوده، ولا يمكنك الوثوق فيما يصدر عنه من تعهدات والتزامات، علاوة على تناقضاته وازدواجيته، فهو يحدثك عن الديمقراطية والحرية، وفي الوقت نفسه ينكل بمعارضيه شر تنكيل، ويحرمهم من وظائفهم وموارد رزقهم، ويحبس الصحفيين المنتقدين لسياساته الخرقاء، واحسبوا عدد الانشقاقات التي شهدها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في الأشهر الأخيرة، وسعى عدد ممن كانوا قريبين منه وحلفاء له لأعوام طويلة لتأسيس أحزاب هدفها الأساسي الإطاحة به من السلطة، بسبب عدم قدرة المواطنين الأتراك على احتمال بقائه أكثر من ذلك فيها، والفاتورة الواجب عليهم دفعها جراء ذلك اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا وسياسيًا، لا سيما وهم يتابعون مغامراته وشطحاته وزجه بالبلاد في معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل، وإرساله قوات لغزو بلد يبعد آلاف الكيلو مترات عن الأراضي التركية، هو ليبيا ، والتكتم على حجم الخسائر الواقعة في صفوف قوات الغزو التركي. عاشرًا: يتصرف بعقلية الماضي وليس الحاضر المعاش، ف أردوغان يظن أنه خليفة في الإمبراطورية العثمانية الغابرة التي أسدل الستار عليها منذ قرابة مائة عام، ولا ينفك عن إحاطة نفسه بمظاهر تدلل على ذلك، ويتحدث وكأن تركيا لا تزال الآمر الناهي التي يتعين على الجميع الرضوخ لها. وأخيرًا يتناسى ويتغافل أردوغان عن حكمة التاريخ الأزلية، والتي لا يمكن إنكارها والتشكيك فيها، وهي أن لكل زمان وعصر رجالاته العظام الذين يسطرون بمواقفهم وجهودهم وأفعالهم صفحات مشرفة تبقى أبد الدهر، ويبقون مضرب الأمثال كل حين لمن يأتي بعدهم، وأن لكل عهد وزمن مجاذيبه ومخربيه، الذين يشبهون الشوكة في ظهر المجتمع الدولي، وينتظر الكل اللحظة التي تنزع فيها هذه الشوكة، والتاريخ لا يرحم المنضوين تحت الفئة الأخيرة التي انضم إليها أردوغان بجدارة، ويضعهم في مكانة أدنى وينزل بهم العقاب المستحق.