رأي كل سكان أمريكا وارد الخارج . البيض قدموا باختيارهم من أوروبا، أما السود فقد تم جلبهم بالقوة من إفريقيا كسلعة استوردها تجار العبيد ليقوموا بالأعمال الشاقة المطلوبة بالسخرة . وقد وصلت أول مجموعة من العبيد الإفريقيين إلى أمريكا عام 1619، ومنذ ذلك الوقت تزايد استيراد السود بمختلف الوسائل ليوفروا الحياة المريحة لأسيادهم البيض. ورغم أن تعدادهم اليوم نحو 40 مليونا يمثلون 12 فى المائة من إجمالى السكان البالغ 331 مليونا، إلا أن السود تفوقوا فى مجال الرياضة فى مختلف اللعبات بإستثناء السباحة والتنس، فى الوقت الذى مازالوا فيه يمثلون النسبة الأكثر فقرا!. وقد عانى السود طويلا من التفرقة العنصرية المهينة التى شهدت لافتات على بعض الأماكن تحظر دخول السود والكلاب، إلا أن كفاحهم وصل عام 2008 إلى انتخاب باراك أوباما أول أمريكى إفريقى رئيسا للولايات المتحدة. ورغم ذلك مازال الإحساس بالنظرة العنصرية يسيطر على الأغلبية البيضاء وهو ما يتضح فى حوادث مختلفة آخرها حادث مقتل المواطن الأسود جورج فلويد يوم 25 مايو الماضى فى مدينة مينيا بوليس، ولاية مينيسوتا على يد أربعة من رجال الشرطة البيض قام أحدهم بطرح فلويد أرضا ووضع ساقه على عنق فلويد نحو ثمانى دقائق غير مكترث لرجاء فلويد : أرجوك لا أستطيع التنفس!. ولم تكن جريمة فلويد تستحق هذا التصرف القاتل ، فقد كان متهما بأنه قدم لأحد الباعة ورقة نقدية ب 20 دولارا شك فى أنها مزورة فأبلغ الشرطة . ولأن كل مواطن فى كل مكان فى العالم أصبح من خلال التليفون المحمول فى يده مصورا صحفيا فقد ذاع شريط الفيديو الذى صوره مواطن للحادث الذى هز الإنسانية فى كل مكان وحرك مظاهرات الاحتجاج التى استغلها منتهزو الفوضى والشغب ومارسوا هوايتهم فى اقتحام المحال ونهبها . وربما خفتت ظلال الحادث ، لكن يبقى شعور العنصرية الذى يغذيه أن السود رغم ماحققوه فإن الأكثرية منهم تعيش فى قاع الفقر والجهل!. نقلا عن جريدة الأهرام