رأي أتاحت أزمة الكورونا واضطرار الكثيرين للبقاء فى البيت الفرصة للبعض بالقراءة والبحث ، كما فعل الدكتور الجراح أسامة سليمان عميد معهد الأورام الأسبق وأول دفعته فى كلية طب القاهرة مع حصوله على امتياز فى جميع العلوم. تقول رسالته : المعلوم أن الرجل مالك بيته لكن الواقع أن الرجل يسكن عند زوجته كما يؤكد الحق سبحانه وتعالى الذى يقول...لتسكنوا اليها... ويقول سبحانه أيضا : «..لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ»... وهكذا رغم أن البيت يكون عادة ملك الرجل إلا أن الحق نسبه للمرأة . وهذا ما جعلنى أبحث عن الآيات التى يُذكر فيها كلمة بيت مقترنة بالمرأة فوجدت هذه الآيات التى تستدعى التأمل فى توقيرها للمرأة. يقول تعالى: «وَرَاوَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِه»ِ (يوسف 23) .والإشارة إلى امرأة العزيز المفروض أنها فى بيت الحاكم لكنه سبحانه يقول » فى بيتها » . وعن زوجات الرسول يقول الحق : «وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى» ( 33 الأحزاب)ويقول : «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ» ( 34 الأحزاب) . وهذه البيوت ملك النبى الأعظم لكنها نُسبت لنسائه فياله من تكريم للمرأة ! ويقول تعالى : «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنّ» ( الطلاق 1) .حتى فى أوقات الخلاف وحين يشتد النزاع وتصل الأمور إلى الطلاق الرجعى هو بيتها ! تبقى آية واحدة لم ينسب فيها البيت للمرأة وسيفهم قارئها السر وهى : «وَاللاَّتِى يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً» (15 النساء) أى إذا أتت المرأة بالفاحشة وبشهادة أربعة شهود عدول لا ينسب البيت لها وإنما يسحب التكريم ..!أى جمال ودقة فى آيات الله فسبحان من كان هذا كلامه .والله ما رأيت دينا يصون ويرفع قدر المرأة مثل الإسلام : د. أسامة سليمان. نقلا عن صحيفة الأهرام