حديث الصور قد تكسو قسمات وجهه ملامح الشقاء ويأخذ عموده الفقري وضع الانحناء رغما عنه، ويبدو وسط المارة في الشوارع الأقل اهتماما بمظهره وإن صافحته تقتحم خشونة يديه روحك. حتى لو نسيته هو لن ينسى ملمس هذه اليد .. لأنها يد يحبها الله ورسوله. وعلى الرغم من أن الحادي من مايو هو رسميا عيد العمال ، إلا أن من يعملون بأيديهم كل يوم في عيد ببركة كل قطرة عرق ندّت عن جباههم وخلفت وراءها بركة في الصحة وسترًا في البيت وسعة في الرزق وصلاحًا في الذرية.. وكأن ال24 قيراطا من حظوظ هذه الدنيا جُمعت لهم فيها نعمة السعادة الحقيقية. وإن أصابه شيء من منغصات الحياة إما تكون له نهاية بدعوة ليس بينها وبين الله حجاب أو يستمر العسر ومع يسرين في أمور أخرى أمره كله خير. حتى عندما يختاره المولى إلى جواره، يموت العامل واقفا.. ميتة شريفة كتلك التي ينالها الجندي في الحرب. هم ملح الأرض وأساس المجتمع وروح الحضارة سلام عليهم في كل حين. نقلا عن صحيفة الأهرام