مرسي عطا الله يكتب: كل يوم- إبراهيم البجلاتي حتى لا ينتشر الوباء اللعين وحتى لا يتأخر طلوع فجر الشفاء الذي يبتغيه ملايين المصريين لأهاليهم وذويهم وتعود الحياة إلي طبيعتها نشأ هذا التوافق التلقائي بين الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الحكومة وبين القبول الطوعي من جانب الناس لتأجيل الاحتفالات السنوية المعتادة بعيد شم النسيم باعتباره العيد الاجتماعي لكل المصريين علي اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم منذ زمن الفراعنة وحتى اليوم! إن هذا اليوم سوف يسجله التاريخ كيوم لوعي و يقظة المصريين الذين توافقوا علي امتلاك القدرة لمواجهة الوباء من خلال تأكيد امتلاك القدرة على مواجهة النفس والذات والارتفاع فوق الرغبات والملذات! هذا يوم نستطيع بجدية الالتزام أن نقول للعالم كله وبكل فخر إن لدي المصريين القدرة علي الانتصار لصوت العقل على أي متطلبات تفرضها حسابات اللحظة وانفعالات الموروث الاجتماعي والتاريخي لهذا العيد. والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولي التي تضطر فيها الدولة المصرية في العصر الحديث إلي اتخاذ مثل هذه الإجراءات الاحترازية في أعياد شم النسيم فقد تكرر الأمر أكثر من مرة لعل آخرها في عام 1947 لمواجهة وباء الكوليرا مثلما حدث في عام 1902 لمواجهة وباء «موشا» الذي انتشر في صعيد مصر. وأيضا سبق للمصريين بإجراءات طوعية تلقائية أن توافقوا دون قرارات حكومية علي تحجيم مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم فيما يمكن اعتباره قرارا شعبيا بالتأجيل أكثر من مرة بمناسبة توافق مجيء شهر رمضان في توقيت متزامن مع عيد شم النسيم ولم يقتصر أمر التحجيم للاحتفالات وقتها علي المسلمين وحدهم وإنما شمل أيضا غالبية الإخوة المسيحيين الذين يتزامن احتفالهم ب شم النسيم مع 3 مناسبات دينية تسبق شم النسيم حيث يكون يوم الجمعة هو الجمعة «العظيمة» ويوم السبت «سبت النور» ويوم الأحد «عيد القيامة» ليكون يوم الإثنين « شم النسيم ». والحمد لله أنني عشت مثل هذه الأحداث العظيمة التي تجسد عمق الوحدة الوطنية طفلا في نهاية الأربعينيات وشابا في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين وها نحن في عام 2020 نسجل امتناننا وشكرنا لإخوتنا المسيحيين بتضامنهم مع المصلحة العليا للوطن ضد الوباء الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي! وكل عام ومصر رئيسا وحكومة وشعبا في خير وأمن واطمئنان! خير الكلام: العلاج دون التفكير فى الوقاية عبء لا يمكن تحمله!