* المشرف العام علي المتحف:انتهاء الاعمال الإنشائية العام الحالى.. والأثرية مرتبطة بعودة الشركات الأجنبية * 4% حجم الأعمال المتبقية.. و28 نظام سيطرة أمنية تكشف كل شبر داخل المتحف وخارجه * العالم يترقب الافتتاح و350 مليون جنيه لفاعلياته.. ممشى سياحى أعلي طريق الفيوم لربطه بهضبة الأهرام * نطبق الإجراءات الاحترازية بصرامة حفاظا على صحة العاملين وندرس إقامة أماكن مبيت فى «رمضان» لتطبيق وردية مسائية «العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير»، جملة ترددت كثيرا في مختلف وسائل الإعلام الدولية، خاصة العام الماضي، عقب إعلان موعد افتتاحه في الربع الأخير من العام الحالي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بعد اجتياح وباء فيروس « كورونا المستجد» أغلب دول العالم، لتتوقف حركة التنقلات السياحية بين الدول، ضمن إجراءات احترازية للحد من انتشاره، ويتقرر معها تأجيل الافتتاح إلي العام المقبل. وللوقوف علي حال المتحف علي أرض الواقع، ما بين اشتراطات وقائية وصحية واجبة، وموقف التعامل مع العاملين المشتبه في إصابتهم أو سكنهم في مناطق أصابها الفيروس، وإلي أي رقم وصلت الأعداد، ومدي الاستعدادات للانتهاء من تشييده في ظل حظر تجوال فرضته الحكومة حفاظا علي الأرواح، وأسلوب العمل خلال فترة شهر رمضان المقبل، وسط تلك الحالة التي اصابت العالم، التقينا اللواء عاطف مفتاح المشرف العام علي المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، وإليكم التفاصيل. فسر البعض تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير للعام المقبل، بمعني وقف عمليات التشييد والبناء، بما يخالف الحقيقة، ووصل الأمر إلي التمادي بنشر شائعات تشير إلي إصابتي انا شخصيا، بفيروس « كورونا » علي غير الحقيقة، بسبب التعامل السريع مع الأزمة في مهدها، في 5 مارس الماضي، بقرارات شديدة الدقة منها إجراء الكشف علي العاملين الذين ينتمون لمناطق ظهرت حالات بها، من بينهم 6 خبراء أجانب، مع خفض حجم الشركات العاملة إلي نحو 80% احترازيا، حفاظا علي سلامة نحو 5.5 ألف شخص ينتمون لحوالي 75 شركة يعملون في المتحف، والإبقاء فقط علي أصحاب الأدوار المحورية كشركة الزراعات، وذلك دون أن يتوقف العمل في المشروع يوما واحدا. الإجراءات الاحترازية يتم التعامل مع أي حالات اشتباه بدءا من دخول البوابة عبر كشف القياس الحراري، مرورا بممرين للتعقيم من بينهما خيمة استخدمنا فيها فكرة الرش بالتنقيط المستخدمة في الزراعة، وصولا إلي ارتداء القفازات والكمامات للوقاية، كما قسمنا مواعيد الحضور والانصراف علي ثلاث مراحل، يفصل بينها نصف ساعة، وبالمثل مواعيد الراحة، وذلك لمنع التكدسات، إلي جانب نقطة طبية يتوافر 8 أطباء فيها يوميا، وأعمال تطهير وتعقيم شاملة للأتوبيسات الناقلة للعمالة ومواقع العمل. حالات الاشتباه بهدف الحفاظ علي سلامة العاملين داخل المتحف، لدينا تقرير طبيب يومي لأي حالة اشتباه أسفرت عن منح 226 عاملا إجازة للحجر المنزلي لمدة أسبوعين مدفوعة الأجر، منهم 31 من العاملين بسبب ارتفاع درجة الحرارة وحوامل وأمراض مزمنة، و195 لسكنهم في مناطق بؤر الفيروس، ولا يعودون إلي العمل إلا بشهادة طبية، وهو الأمر الذي خلق حالة من الطمأنينة داخل العمل فضلا عن رغبة ملحة لاستئناف العاملين لأعمالهم. مبيت «رمضان» شرعنا خلال الأيام الماضية في زيادة معدل الطاقة العاملة بشكل تدريجي، ووصلنا إلي 1700 عامل من 37 شركة بخلاف المشرفين والمهندسين، بنسبة تقدر بنحو 55% من حجم الطاقة البشرية الموجودة داخل الموقع، ونستهدف زيادتهم إلي ألفي عامل، ونعكف علي دراسة خطة عمل خلال شهر رمضان الفضيل، وفقا لإجراءات الدولة، حال مدها تطبيق فترة قرار حظر التجوال، تتضمن عمل ورديتين الأولي صباحية بطاقة 60% والثانية مسائية بطاقة 40% حتي السحور مع إقامة أماكن مبيت داخل العمل لائقة ومؤمنة وقائيا من خلال تطهيرها يوميا أكثر من مرة. الأنظمة الأمنية وضعنا أجهزة تأمينية غاية في الدقة تتعامل مع جميع الاحتمالات من بينها الاقتحام، حيث لدينا 28 نظام سيطرة وتحكم لتأمين القطع الأثرية والزائرين، تغطي كل شبر داخل المتحف، وتكشف كل سنتيمتر بطول أسواره الخارجية من خلال كاميرات حرارية وكاشفة، بالإضافة إلي أجهزة دخول البوابات التي تتكون من 3 نوعيات: الأولي ماسح ضوئي للأجسام، والثانية للكشف عن الحقائب والثالثة اسطوانة شفافة أكثر تعقيدا في حالة الشك، وإلي جانب التأمين الشرطي في 10 غرف تحكم، سيكون هناك موظفو أمن يتبعون الشركات العاملة، فضلا عن تدريب العاملين علي مكافحة الحرائق. 4% حجم أعمال متبقية يقام المشروع علي مساحة تتجاوز 200 ألف متر، علي 118 فدانا، ويتبقي من تنفيذ حجم أعماله نحو 4% بالغة التعقيد، تنقسم إلي شقين، الأول يعتمد خامات محلية الصنع في عملية الإنشاءات كالرخام والحديد، يتم تشييدها بأياد مصرية وهو أمر متوافر، والثاني غير متوافر لاعتماده علي مواد يتم استيرادها من الخارج، ونحو ألف أجنبي ينتمون ل50 دولة ويعملون في 11 شركة أجنبية، من بينهم 34 خبيرا ومصمما، غير متواجدين لمغادرتهم البلاد بسبب تداعيات « كورونا »، ومصر تتفهم ذلك إنسانيا. ومن المستهدف انتهاء الأعمال الإنشائية هندسيا خلال العام الجاري، أما الأثرية فهي مرتبطة بعودة الشركات الأجنبية، ولا علاقة بين إنهاء المشروع وتأجيل موعد افتتاحه بسبب ظروف دولية إطلاقا. تحالف إدارة المشروع بعد منافسة بين 1200 شركة علي مدار الفترة الماضية، لاختيار تحالف يتم التعاقد معه لإدارة وتشغيل المشروع لمدة 10 سنوات، انتهينا، أمس (الأربعاء) بعد الخوض في عدة مراحل إلي فض المظاريف المالية للشركتين المؤهلتين، الأولي تحالف «إماراتي، إيطالي، مصري»، والثانية «مصري، إماراتي، أمريكي»، وذلك بترتيب الدول علي التوالي داخل كل تحالف بأعلي النسب، لاختيار أحدهما خلال الشهرين المقبلين بعد دراستهما بعناية ودقة من عدة جهات ولجنة خبراء وفقا لمتطلبات الدولة المصرية، لأن حجم الملفات الفنية والمالية المقدمة يصل لحجم غرفة، مع مراعاة النظر في العرض المالي المقدم بما يتماشي مع المستجدات الطارئة المتعلقة بتوقف السياحة علي المستوي العالمي حاليا، حيث جاءت العروض وقت ازدهارها والاستقرار الدولي. ممشي سياحي علوي نعمل علي تطوير عدة طرق محيطة بالمتحف المصري الكبير لتقليل الكثافات المرورية، ومنها تحويل طريق الفيوم ناحية المتحف من 3 حارات في كل اتجاه إلي 9 حارات في كل اتجاه، حتي منطقة التجنيد إلي جانب جزيرة وسطي بطول 1.2كم، مع إنشاء ممشي سياحي علوي (أي أعلي طريق الفيوم) يربط المتحف مع أرض نادي الرماية وهضبة الأهرامات. ميزانية الافتتاح وضعنا 350 مليون جنيه كميزانية للصرف علي فاعلية حفل الافتتاح، مع الوضع في الاعتبار أنه سيسترد منها مبالغ عندما نصل لتلك المرحلة من ملف الرعاة، بمجرد الاستقرار علي الشركة التي ستنفذ الخطة الموضوعة والتي سيتم اختيارها لاحقا. مشاهد من الداخل: «السجائر» ممنوعة الحفاظ علي العوامل البيئية أحد الاشتراطات الرئيسية التي يضعها المسئولون عن المتاحف، والتي من بينها حظر التدخين داخلها للحفاظ علي الصحة العامة والمقتنيات الأثرية، ولكن الإجراءات والحيطة الأمنية داخل المتحف الكبير لم تتوقف عند منع التدخين، وإنما وصلت إلي حد منع دخول العاملين بعلب «السجائر» في القاعات المغلقة كما أخبرنا أحدهم، حيث يقومون بتسليمها إلي الأمن قبيل دخولهم، ويتعرض المخالف لعقوبة تصل إلي حد استبعاده من العمل. المسلة المعلقة اعتاد العالم أن يري الجوانب الأربعة للمسلة المصرية، أينما وجدت في أي مكان، ولكن في المتحف المصري الكبير، الأمر يختلف، فسيشاهد الزائر، لأول مرة في العالم، خمسة جوانب لمسلة الملك رمسيس الثاني، حيث مازال يعمل الأثريون علي ترميمها، ليتم تشييدها في البهو الخارجي معلقة، ليتمكن الزائر من رؤية أسفل قاعدتها المحفور عليها اسم الملك.