قالت لميس جابر ، الكاتبة، وعضو مجلس النواب ، إن وباء فيروس كورونا العالمي ليس الأول الذي مر على مصر عبر تاريخها، مشيرة إلى أن الجبرتي أرخ أول مرة لحالة وباء في مصر كان عام 1695 لوباء الطاعون، وكتب وقتها أن بيت المال كان يتكفل بتكفين ودفن موتى الوباء. وأوضحت الكاتبة في لقاء مباشر عبر تطبيق زووم مع برنامج "القاهرة الآن" المذاع على فضائية العربية الحدث، أن خفة دم المصريين وسخريتهم حول فيروس كورونا ليست وليدة اللحظة لكن من قدم الزمن، قائلة "في إحدى المرات التي ضرب فيها الطاعون مصر كان المصريون يحرصون على مدار التاريخ لا يطلقون اسم الوباء بشكله العلمي فكان الطاعون يسمى "اللي مايتسمى". ذكرت جابر، أنه في زمن الوالي إسماعيل عندما عاد الطاعون وأصاب طبقة الأعيان وقتها، قال المصريون إفيه مضحك وقتها وهو مؤرخ "الفصل العايق ياخد على الرايق "، وفي أعقاب ذلك ضرب الطاعون مركبا تسمى مركب شيحة، فقال المصريون "مركب شيحة ياخد المليح والمليحة" مشددة على أن سخرية المصريين من الأوبئة ثابت على مر التاريخ". وكشفت النائبة عن مفارقة عجيبة، وهي سابقة دخول أول فيروس لمصر قبل كورونا، قائلة "أخطر الأوبئة التي مرت على مصر كانت في عام 1797 وكان عبارة عن فيروس أطلق عليه وقتها وفقاً للجبرتي "فيروس أبو الركب" وكانت إنفلونزا رهيبة، وكانت عبارة عن حمى لمدة ثلاثة أيام تشمل تورما في كافة المفاصل قد تطول مدتها لشهر، ولذلك أطلقوا عليه اسم "أبو ركب" وهو أول فيروس بعد الطاعون. وحكت جابر واقعة الوباء في عهد نابليون قائلة "في مذبحة يافا التي ارتكبها نابليون وقتل الأتراك وقتها بالسمكيات وليست الرصاص وتناثرت الجثث والأشلاء وانتقلت الإصابة بسببها لمصر، مشيرة إلى أن الأطباء الفرنسيين أسهموا في أول معركة وعي للمصريين ضد وباء الطاعون في حملتهم التي قاموا بتدشينها وقتها، حيث شملت التوصيات بدفن الجثث في مقابر خارج القاهرة في حفر عميقة، وبدأوا في توعية الناس بكيفية تهوية المنازل وتعريض الملابس والمفروشات للشمس". وقالت، إنه "عندما زاد الوباء قام الفرنسيون بحملات تفتيش على المنازل للتأكد من قيام الأهالي بتشميس المفروشات والأغطية والملابس، ومع ازدياد الوباء بدأت عملية العزل لمناطق معينة زي بولاق ومصر القديمة؛ وأصدروا أوامر أن الذي يعرف بحالة ومابلغش يخضع لعقوبة 100 كرباج بالنسبة للمواطنين وشيخ الحارة اللي مايبلغش عقوبته الموت، وتوسعت حملات التفتيش لتشمل الحانات والقادمين من الخارج سواء من داخل إقليم مصر أو من دولة أخرى لمنع تفشي الوباء وكانت العقوبات صارمة وقتها". وعرجت جابر على وباء الكوليرا، الذي ضرب مصر في عام 1947، قائلة "عبدالرحمن الرافعي أرخ لهذه الفترة"، قائلة "إنها أصابت 2200 قرية ومدينة بدأت في قرية القرين في الشرقية ثم عمت المحافظة بأكملها، واستمر التفشي وصولاً إلى الدلتا ثم وجه قبلي، ووزارة الصحة وقتها سخرت كافة إمكانياتها عبر الانتشار في أنحاء الجمهورية شرطياً وطبياً بعزل المناطق الموبؤة". وعن دور المرأة في زمن الأوبئة في مصر، قالت جابر، إن المرأة المصرية في أزمة وباء الكوليرا سطرت ملحمة تاريخية عبر التطوع، وقامت بحقن الآلاف المؤلفة من المصابين بالكوليرا بالمصل المتاح وقتها في ربوع الجمهورية"، مشيرة إلى أن حقبة وباء كوليرا تشهد الوضع الراهن من حيث تضامن الجمعيات الأهلية، حيث كانت جمعية المبرة لمحمد علي رائدة وقتها وكانت هناك إعانات غذائية وملابس بجانب الأدوية. وشددت على أن وعي المصريين في حقبة 1947 إبان وباء الكوليرا ارتفع جدا، وانحسر في ثلاثة أشهر، حيث بدأ في سبتمبر وانتهى في ديسمبر، ووقتها الملك فاروق شكر الشعب المصري على وعيه والمجتمع المدني على دوره. واختتمت حديثها في رسالتها للمصريين قائلة "الناس ريحت شوية والوعي قل لازم ناخد بالنا في التباعد الاجتماعي زي ماحصل في وباء الكوليرا في عام 1947".