تفاصيل ليلة مرعبة فى مدينة الأشباح.. العريش تنام على أصوات الرصاص والطائرات.. وقطع شبكات المحمول

وكأنها أصبحت مدينة الأشباح.. إنها العريش التى عاشت بالأمس ليلة مرعبة، أصوات طائرات تجوب المناطق الحدودية للمدينة، وطلقات رصاص لا تنقطع من هنا وهناك، وسيارات شرطة تجوب الشوارع، تلحق بها مصفحات من الجيش، وحاملات جنود، يضعون أسلحتهم على أكتافهم، بحثًا عن منابع الإرهاب.
فى توقيت واحد، هاجم مسلحون 5 أكمنة، الأول كان ببئر العبد، يليه ببضع كيلو مترات، كمين الريسة، الواقع فى بداية الطريق الدولى، ثم كمين المحاجر، وكلية الزراعة، وأخيرا المعصرة لكنهم فشلوا فى مهاجمة مطار العريش، حيث كانت الإجراءات الأمنية حوله مكثفة ومن جميع الجهات، فضلا عن تأمين جميع أقسام الشرطة، بعدما ترددت أنباء داخل المدينة بأن الملثمين فى طريقهم إلى مهاجمة قسم شرطة أول العريش.
ولوقت ليس بقصير تبادل الجانبان إطلاق النار.. بدأت المناوشات باستعراض للعضلات من جانب الملثمين وسرعان ما تحول الأمر إلى ما يشبه المعركة، أو ساحة حرب، من هول وكثرة طلقات الرصاص التى تبادلها الجانبان.. وفجأة خلت شوارع المدينة من المارة، ولم يعد هناك صوت يعلو فوق صوت الرصاص.
فى الساعة الثالثة والنصف، وبينما الكل يمسك بهاتفه المحمول، ليعرف المستجدات التى تقع فى المدينة، إذ بالشبكات الثلاث، تنقطع عن الجميع، حتى شعر أهالى المدينة بأنهم باتوا محاصرين.
وعادت شبكات المحمول للعمل فى تمام الساعة السابعة من صباح اليوم، وقال مواطنون فى المدينة ل"بوابة الأهرام": إن انقطاع شبكات المحمول، هو خطة من خطط الأمن للحيلولة دون اتصال الملثمين ببعضهم البعض، لتنظيم صفوفهم ومهاجمة الأمن فى توقيت واحد، قد يصعب من مهمة الجهات الأمنية في السيطرة على الموقف.
وقالوا إن إطلاق النار فى الليل من قبل الملثمين، ليس بالضرورة بهدف مهاجمة قوات الأمن، لكن فى أحيان كثيرة يستهدف إبعاد أعين الأمن عن مناطق معينة، يتم فيها تهريب السلاح والمخدرات، بمعنى أنه يتم إطلاق الرصاص فى كمين الريسة لتهريب أسلحة ومخدرات فى منطقة مجاورة للكمين، حتى ينشغل جنود الكمين بالرد على الملثمين فقط، دون التطرق لعمليات التهريب التى تتم.
فى الساعات الأولى من صباح اليوم، لوحظ انتشار أمنى مكثف من قوات الجيش والشرطة فى جميع شوارع المدينة، وبدا الأمر كانه استعداد للدخول فى مواجهات عنيفة، قد تظهر معالمها على الملأ خلال الساعات المقبلة.