تسابق الحكومة الصينية الزمن، للانتهاء من بناء ملاعب القرية الأوليمبية الكبيرة غرب العاصمة بكين، التي تضم ستاد "عش الطائر" الشهير، وعدة ملاعب واستادات أخرى، استعدادًا لاستضافتها منافسات أوليمبياد بكين الشتوية للأسوياء والمعاقين خلال الفترة من 4 :22 فبراير 2022، لكي تكون العاصمة الصينية أول مدينة في التاريخ تستضيف أكبر حدثين أولمبيين في أقل من 15 سنة، بعد استضافتها الأوليمبياد الصيفية 2008. قطارات سريعة "بوابة الأهرام" تابعت الأعمال الإنشائية للملاعب في 3 استادات كبرى بالقرية الأوليمبية الجديدة بحي يانتشينج أقصى غرب العاصمة، التي تسير على قدم وساق باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتشير التوقعات إلى انتهائها بشكل كامل منتصف العام المقبل بما يتوافق مع المعايير الدولية، ويترافق معها الانتهاء خط سكك حديدية سريع يربط قلب العاصمة بكين بتلك الملاعب في أقل من 20 دقيقة بالقطار الكهربائي السريع، وذلك نهاية العام الحالي، فضلا عن خط آخر يربط بين ملاعب يانتشينج في بكين مع مدينة تشانغجياكو بمقاطعة خبي المجاورة، وطرق سريعة أخرى تربط بين ملاعب تشونجلي بنفس المقاطعة مع الأخرى في يانتشينج وتشانغجياكو. العاصمة الأضخم تسعى الحكومة الصينية، إلى أن تكون بكين هي العاصمة الأضخم في العالم من حيث المساحة وعدد السكان، وذلك بعد إقرار مشروع بضم مقاطعة خبي المجاورة إليها وبلدية تيانجين اللتان تطلان على بحر بوهاي شرقي الصين، حيث دشنت عدة مشاريع تنموية تؤهل خبي وتيانجين للانضمام إلى بلدية بكين رسميًا، ولعل الاستعدادات لاستضافة الأوليمبياد الشتوية تسير في نفس الإطار، خصوصًا وأن ملاعب التزلج المفتوحة منتشرة في منحدرات جبال خبي وعلى أطراف بكين، والأوليمبياد تشترط أن تكون المنافسات كلها في مدينة واحدة. شاوخو جانج نائب السكرتير العام للجنة المنظمة للأوليمبياد، قال في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، إن مشروع بناء الملعب الوطني للتزلج السريع يتسارع العمل فيه خلال الشهور الماضية للانتهاء منه في الوقت المحدد، حيث يعمل فيه ما يزيد على 5000 عامل، ويتسع ل 120 ألف متفرج، كما أن الملعب أقيم على شكل بيضاوي متعرج من الأسفل للأعلى مثل مدرجات التزحلق على الجليد، بالتزامن مع تجديد وتطوير باقي منشآت القرية الأوليمبية في يانتشينج مثل ستاد "عش الطائر" المقرر أن يشهد حفل افتتاح وختام الأوليمبياد، كما شهد حفل افتتاح وختام الأوليمبياد الصيفية 2008، ومركز الألعاب المائية، بالإضافة للانتهاء من بناء الملاعب في تشانغجياكو وتشونجلي أيضا. وأضاف أنه تمت الاستعانة ب8 ملاعب استضافوا فعاليات أوليمبياد بيكن الصيفية 2008، بالإضافة إلى الملاعب الجديدة، وأنه من المقرر أن تكون جميع الملاعب جاهزة للاختبارات عام 2021، وقبلها من المقرر أن يكون ملعب التزلج السريع جاهزًا لاستضافة منافسات كأس العالم للتزلج على الجليد، خلال فبراير من العام القادم، استعدادا لتنظيم مباريات الاختبار بجميع الملاعب في عام 2021. أوليمبياد تكنولوجية فيما قال شين جين نائب مدير إدارة التخطيط باللجنة المنظمة، إن التكنولوجيا ستكون حاضرة بقوة في الأوليمبياد الشتوية، مضيفًا أنه سيتم استخدام تقنية الملاعب الذكية والتكنولوجيا الفائقة، مدللا على ذلك بأن ملعب التزلج السريع سيعمل بنظام رقمي رياضي شامل للرياضيين، يوفر الإرشادات الذكية حول المقاعد وتحليل الأحداث في الوقت الحقيقي. ومن المنتظر أن تدخل تكنولوجيا الجيل الخامس "5G" التي طبقت بالفعل في الصين، في تسهيل تنظيم الأوليمبياد الشتوية بكين 2022، وتنقل الجماهير وفرق اللاعبين بين الملاعب، وعمليات التأمين ومراقبة أحداث الشغب ومنعها قبل حدوثها، حيث قالت شركة "تشاينا يونيكوم" الراعي التكنولوجي للأوليمبياد سابقًا أنها سوف تستثمر 1.5 مليار يوان في الأوليمبياد الشتوية، من خلال تكنولوجيا ال "5G"، وأنها سوف تؤسس شبكة اتصالات النطاق العريض الخاصة بالدورة، تعتمد على تلك التكنولوجيا المتطورة بشكل أساسي. تقلبات الطقس وبما أن الرياضات الثلجية، الأكثر تأثرًا بتقلبات الطقس، وقعت اللجنة المنظمة اتفاقية مع إدارة الأرصاد الجوية الصينية، لإنشاء مركز لخدمات الأرصاد داخل القرية الأولمبية في يانتشينج وباقي الملاعب، مكون من 52 خبيرا ومختصا في المجال يتواجد في جميع المباريات المقرر أن تنطلق في فترة الأوليمبياد. وقد تمكنت الحكومة الصينية من التحكم في تقلبات الطقس سابقًا خلال الأحداث المهمة من خلال حقن السحب بمادة معينة من خلال طائرات بحيث تمنع هبوط الأمطار أو الثلوج حتى انتهاء الفعالية ضمانًا لعدم إعاقة التنظيم وخروجه في أفضل صورة، وكان أبرزها خلال الاحتفال بالذكرى السبعين للانتصار على النازية عام 2014. وأكد تشانج جيان دونج، نائب رئيس اللجنة المنظمة، أن فريق التنبؤات الجوية يجري تدريبات واختبارات مستمرة وفقا لمتطلبات اللجنة الأوليمبية الدولية، ويقدم تنبؤات دقيقة على أساس "كل 10 دقائق، وكل 100 متر". ولعل العاصمة الصينية التي يبلغ عمرها قرابة 2000 عام، أخر الأماكن التي يقصدها هواة التزلج على الجليد، إلا أنه بعد اختيارها لاستضافة الاوليمبياد الشتوية، ازدادت شعبية اللعبات الشتوية فيها، ونظمت الحكومة الصينية عدة منافسات لاجتذاب مشاهير التزلج للترويج لتلك الرياضات عالميًا والتأكيد على قدرة بكين على استضافة ذلك الحدث الأوليمبي العالمي، خصوصًا وأن التزلج على منحدرات الجبال الجليدية رياضة قديمة في الصين تعود للعصر الحجري. مدينة جليدية ولعل بكين التي تكتسي باللون الأبيض في الشتاء بسبب هطول الثلوج، تمتلك بخلاف الملاعب سالفة الذكر ساحات للممارسة التزحلق أخرى قد يتم استغلالها في تدريبات الفرق المشاركة في منافسات الأوليمبياد، مثل القصر الصيفي المصنف من اليونسكو ضمن التراث العالمي، حيث تتجمع الثلوج في ساحته مشكلة أكبر حلبة تزلج طبيعية ببكين، فضلا عن حلبة لي كول المغطاة للتزلج بالمركز التجاري العالمي، حيث سيكون فرصة أمام المتسوقين لمشاهدة تدريبات مشاهير المتزلجين. ترفيه الجماهير تقدم بكين وسط تلك الأجواء الباردة وسائل ترفيه دافئة للجماهير، مثل الينابيع الساخنة الطبيعية بأحد الفنادق، التي تنبع من عمق 1500 متر تحت الأرض وتتدفق داخل أحواض جاكوزي، وقديمًا في عهد الأباطرة الصينيين كان الاستحمام في الينابيع الساخنة تقليد مقدس، كما تعج الشوارع بالمطاعم الشعبية التي تقدم مأكولات شتوية مثل اللحم الضأن والكعك والفطائر وعصيدة ميانتشا ولحم البط المقرمش، خصوصًا في أزقة بكين القديمة بمنطقة هوتونج. ويعتبر مهرجان الفوانيس الثلجية الذي يستمر كل عام من ديسمبر وحتى مارس تمهيدًا للعام القمري الجديد، فرصة جيدة أمام الجماهير للتعرف على تلك الثقافة الصينية القديمة، خصوصًا في منطقة مينتوغو موطن الشلالات البلورية الطبيعية، ويعد الجليد ثقافة قديمة في الصين، حيث تمثل المنحوتات الثلجية والجليدية الفنية في المعابد وحتى في الأزقة القديمة في هوتونغ أحد دلالات تلك الثقافة، وستكون وجهة أخرى تعتمد عليها اللجنة المنظمة في تحويل بكين إلى عاصمة الجليد في تلك الفترة ويتحول حلم الشتاء "وهو شعار رفعته اللجنة المنظمة لإنجاح الأوليمبياد" إلى حقيقة. استعدادات لاستضافت منافسات أوليمبياد بكين الشتوية استعدادات لاستضافت منافسات أوليمبياد بكين الشتوية استعدادات لاستضافت منافسات أوليمبياد بكين الشتوية استعدادات لاستضافت منافسات أوليمبياد بكين الشتوية