أثار عدم عرض سجادة نجيب محفوظ الحمراء التي أهدتها أسرته (زوجته وابنتاه فاطمة وأم كلثوم) في يناير 2011 لوزارة الثقافة، جدلًا واسعًا بعد اختفائها من العرض ضمن مقتنيات متحفه الذي افتتح الأحد الماضي، الأمر الذي كاد أن يفسد فرحة المثقفين بافتتاح المتحف الذي استغرق إعداده نحو 13 عامًا. عندما حضرت أم كلثوم نجيب محفوظ، حفل إطلاق المتحف في تكية أبو الدهب، لاحظت غياب سجادة مكتب الأديب وبعض مقتنياته الأخرى الصغيرة، وهو الأمر الذي أدى لاستيائها، غير أنها، حسبما صرحت ل"بوابة الأهرام"، أخفته حتى لا تفسد حالة الفرح بالمتحف، وأجلت الحديث في هذا الموضوع إعلاميًا وصحفيًا حتى تستعلم بنفسها عن الأمر من الجهات الرسمية، لكن هذا الصمت لم يدم طويلًا، فبعد ساعات من الافتتاح نشرت صحيفة "الأخبار اللندنية" تقريرًا يستنكر عدم عرض السجادة الحمراء والمسبحة والعدسة المكبرة، ويسأل عن الاختفاء الغريب لهذه الأشياء الثمينة المفقودة، وهو ما أدى إلى حالة استياء كبيرة لدى المهتمين، دفع وزارة الثقافة على إثره لإصدار بيان، يؤكد محتواه أنها تملك تلك المقتنيات ولكن دون الإشارة إلى مصيرها. حيث قالت الوزارة في بيان رسمي، إن أم كلثوم نجيب محفوظ أهدتها الرداء الشتوى الشهير الخاص به (البالطو) لينضم إلي مقتنيات المتحف كما ذكر البيان مقتنيات المتحف ومنها؛ السبحة، النظارة الشخصية، العدسة المكبرة، سماعات الأذن، مدونات الخواطر، شرائط كاسيت، أدوات العناية الشخصية (فرشاة وكريم الشعر، العطر، ماكينة الحلاقة الكهربائية، أداة لبس الحذاء، اليد، بدلة وقبعة وحذاء، وسجادة المكتب ومساحتها 2,90 * 2 متر، وهي أول مرة تذكر الوزارة السجادة في بيان لها لكن جاء ذكرها لحسم الجدل الدائر حولها. الأمر الذي دفع "بوابة الأهرام" لاستطلاع حقيقة غياب تلك المقتنيات، عبر جهات عدة، حيث تواصلت مع مهندسة من المهندسين المسئولين عن إعداد المتحف، لتوضح أن سبب عرض السجادة والمقتنيات الأخرى جاء لأسباب فنية فقط تتفق مع سيناريو العرض المتحفي، وأكدت في تصريحات خاصة أن افتتاح المتحف بهذه الشكل الذي هو عليه لا يعني أنه شكل جامد وغير متغير، بل إنه طبقًا وتبعًا للمتاحف العالمية والمصرية دائمًا تجدد من سيناريو العرض وتضيف مقتنيات وتؤجل عرض مقتنيات، لكن في كل الأحوال أن هذا لا يعني اختفاءها. علمت "بوابة الأهرام" من مصادرها حول هذه الواقعة، أنه قبل افتتاح المتحف بساعات قليلة وأثناء رص المقتنيات، كانت السجادة معدة لوضعها أسفل مكتب نجيب محفوظ، إلا أن مساحة السجادة لم تكن متوافقة مع المساحة أسفل المكتب إلا بطي جوانبها (مساحتها 2.90 متر X 2 متر)، وهو شكل لا يتوافق ولا يليق مع العرض، فقرروا أخيرًا عدم عرض السجادة واستبدالها بسجادة أخرى أصغر تتوافق مع هذه المساحة. وأضافت المصادر أيضًا أن هناك مقتنيات بالفعل لم تعرض لأنها لم تكن تتفق مع سيناريو العرض المتحفي، لكنها مؤجلة فقط وستعرض حال الانتهاء من تطوير الدور الثالث بعد ضمه لوزارة الثقافة، إذ كان الدور الثالث مخصصًا لموظفي قطاع الآثار الإسلامية والقبطية لكن الآثار قررت إعطاءه للثقافة لينضم إلى المتحف، وبذلك يصبح للمشرفين على متحف نجيب محفوظ حرية في عرض باقي المقتنيات غير المعروضة، وأهمها السجادة الحمراء المثيرة للجدل، واستقبال المقتنيات الأخرى المهداة من الأسرة أو تلاميذ ومحبي نجيب محفوظ. متحف نجيب محفوظ متحف نجيب محفوظ