أنور عبدربه يكتب: فضفضة على الورق ** عن جدارة واستحقاق، تأهل منتخب الجزائر "محاربو الصحراء" إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة على أرض مصر، بعد فوزهم على منتخب نسور نيجيريا الخضر فى نصف نهائى البطولة 2/1 فى الوقت المحتسب بدل الضائع من المباراة.. ومنذ اللحظة الأولى التى تابعت فيها هذا المنتخب الشقيق من مباريات الدور الأول، قلت إنه جاء للمنافسة على اللقب، وإن كل ما قيل عن استبعاده من المنافسة كان مجرد معلومات خاطئة.. نعم لعب منتخب الجزائر من البداية وهدفه غير المعلن هو إحراز اللقب فأسقط كل منافسيه فى الدور الأول، بدءًا من منتخب كينيا (2/صفر) ومرورًا بمنتخب السنغال (1/صفر)، وانتهاءً بمنتخب تنزانيا (3/صفر)، ثم واصل المسيرة فى دور ال16 فتغلب على منتخب غينيا (3/صفر)، ومن بعده منتخب كوت ديفوار فى الدور ثمن النهائي بركلات الترجيح، وهاهو يفوز على منتخب نيجيريا في نصف النهائي (2/1)؛ ليصل عن جدارة واستحقاق إلى المباراة النهائية؛ ليواجه منتخب السنغال مرة أخرى، بعد أن فازعليه فى الدور الأول للبطولة.. وتوقعاتى من الآن تصب في مصلحة هذا المنتخب العربي الشقيق "إللي اسمه على مسمى" فهو فعلًا منتخب محاربين شجعان يلعبون بشراسة وحمية وحماسة وروح قتالية عالية جدًا، ويبذلون أقصى ما في وسعهم؛ لإسعاد جماهير شعبهم الذين ساندوهم بقوة.. وقبل اللاعبين، لا يمكن إغفال دور المدرب الوطني الرائع جمال بلماضي الذى استطاع أن يصنع توليفة من أفضل العناصر الكروية الجزائرية، وتوظيفها التوظيف الصحيح، ووضح من أول مباراة قوة شخصيته وسيطرته الكاملة على لاعبيه، ومعرفته الجيدة بإمكانات كل واحد منهم، ولقد لمست ذلك بوضوح عندما لم يقم بتغيير أى لاعب من ال11 لاعبًا الذين بدأوا مباراة نيجيريا، لثقته الكاملة فى قدرتهم على إكمال المباراة بنفس القوة؛ ولأنه يعرف أن أي لاعب منهم يمكنه أن يصنع الفارق في أية لحظة، خاصة بغداد بونجاح وسفيان فيجولي ورياض محرز صاحب هدف الفوز الذي أوصل الفريق للمباراة النهائية. وأستطيع أن أقول إن أحدًا من لاعبي الجزائر لم يقصر في أي مباراة من المباريات الست التي لعبها المنتخب حتى الآن، ويقيني أنهم لن يقصروا في المباراة النهائية يوم الجمعة المقبل، عندما يواجهون أسود السنغال في صراع شرس على اللقب والكأس، إذ إنهم وصلوا إلى درجة عالية من التركيز الشديد وتتملكهم إرادة النصر.. ولا يمكن أن أتجاهل دور حارس المرمى الرائع رايس مبولحي الذي ذاد بنجاح عن مرماه، فلم تستقبل شباكه سوى هدفين أحدهما في مباراة كوت ديفوار والثاني من ركلة جزاء في مباراة نيجيريا. وبهذه الانتصارات الجزائرية المتتالية، بات حلم الفوز بالكأس قريبًا وهى الكأس التى غابت عن الجزائر منذ 29 عامًا وبالتحديد عام 1990. وأكثر ما لفت الانتباه في منتخب الجزائر أنه يملك "دكة قوية" تصنع فريقًا ثانيًا، صحيح أن بلماضي استغلها أفضل استغلال في مباراة تنزانيا بالجولة الثالثة للدور الأول وكانت عند حسن ظنه، إلا أنه ظل حريصًا بعدها على الاحتفاظ بتشكيلته الأساسية وإجراء تغييرات في أضيق الحدود، أو بمعنى أدق عندما تمتد المباراة لشوطين إضافيين وركلات ترجيح. ورغم حرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة فى أغلب مباريات البطولة، فإن منتخب الجزائر حافظ على تماسكه وإيقاع لعبه وديناميكيته وتنظيمه الجيد وتوازن خطوطه الثلاثة وتلاحمها، فكان له شكل أداء واضح على أرض الملعب، جعلني أشعر بأنني أمام فريق أوروبي كبير ضل طريقه إلى إفريقيا!!. وفي النهاية لا يسعني إلا أن أشكر هذا المنتخب الجزائري الرائع.. لاعبيه وجهازه الفني، وأشكر الجماهير الجزائرية التي شجعت بحماسة منقطعة النظير، وساندتها بعض الجماهير المصرية في المدرجات؛ سواء في السويس أو الإسماعيلية أو القاهرة.. ويسعدني ويشرفني أن أهتف بأعلى صوتي مع الجزائريين: "ون تو ثرى.. فيفا لالجيري". .............................. ** رغم البداية الباهتة لمنتخب تونس وتعادله فى مباريات الدور الأول الثلاث أمام أنجولا (1/1) ومالى (1/1) وموريتانيا (صفر/صفر)، فإن إيقاع أدائه ارتفع بعد ذلك تدريجيا وتحسن أداؤه أمام منتخب غانا فى دور ال16 ومن بعده منتخب مدغشقر فى دور الثمانية وهو اللقاء الذى رفع سقف طموحات أشقائنا التوانسة وجعلهم يزحفون بالآلاف للقاهرة لتشجيع منتخبهم. وكان أداء تونس أمام السنغال فى نصف النهائى جيدًا رغم خسارته بهدف للاشيء.. ولابد أن أحيى نسور قرطاج على روحهم العالية وبذلهم أقصى الجهد لتشريف بلادهم، ولولا ركلة الجزاء التى أضاعها فرجانى ساسى لكان هناك كلام آخر ولوصل الآن فريقان عربيان للمباراة النهائية، ولكن يكفينا منتخب الجزائر ونعول عليه كثيرًا لإسعاد العرب جميعًا بالفوز بالبطولة.. قولوا يارب.. المتعصبون والمرضى النفسانيون يمتنعون!!.