طرقت" بوابة الأهرام"، الأبواب الخلفية لأزمة البنزين.. ففى مغامرة مثيرة، كانت ستكلفنى سيارتى حينما لمحنى أحدهم، تم رصد وتصوير "حرامية "و"سماسرة" البنزين، والذين يركزون نشاطهم عند منازل الطرق الدائرية والمحاور، حيث يبيعون البنزين فى جراكن للسيارات المارة، وبأسعار ضعف أسعاره فى محطات البنزين مستغلين الأزمة. يحدث ذلك فى الوقت الذى تشتعل فيه أزمة البنزين حتى أن هناك بعض المحطات قد أغلقت بالفعل، ومحطات قليلة جدا فقط باتت وحدها تبيع البنزين. والسؤال هنا كيف يحصل هؤلاء على البنزين المدعم ليبيعونه فى السوق السوداء، فى حين أعلنت العديد من المحطات عدم بيع البنزين لباعة "التجزئة"، وأن كل محطة تحصل على حصتها اليومية حسب سعة " التانك" الخاص بها. فعند أحد منازل محور "صفط اللبن"، ينتشر هؤلاء الباعة على جانبى الطريق، وتحدثت معهم كصاحبة سيارة يريد بنزينا، وعلمت من أحدهم أن لتر البنزين 92 مثلا يباع بسعر 3 جنيهات، فى حين أن سعره المدعم 1.85 قرش، ولمحت حينها سيارة "تانك" بجواره، فسألته ومن أين تحصل على هذا البنزين فى حين أن العديد من المحطات قد أغلقت، قال: "بنعرف ناس بيبيعوه لنا". محمد الشربينى، مدير محطة بنزين بشارع العشرين بفيصل، قال: إن هؤلاء الباعة يحصلون على هذا البنزين من المحطات التى توجد فى أماكن بعيدة و"متطرفة"، وفى الغالب يبيعه لهم العمال بالمحطة الذين نطلق عليهم "سمسارة بنزين". وأشار إلى أن المحطة التى يعمل بها طردت الشهر الماضى عاملا، اكتشفت أنه يسرق البنزين بالتعاون مع عامل آخر، وكانت السرقة تتم فجرا. وأكد محمد حسن، مدير محطة شيراتون مصر بشارع التحرير، أن المحطة تمنع تماما بيع البنزين فى جراكن، وكثيرا ماحدثت المشاجرات بيننا وبين أصحاب السيارات بسبب رغبتهم فى الحصول على بنزين لتخزينه. وأوضح، أن سماسرة البنزين لا يوجدون فقط في المحطات "المتطرفة" ولكنهم يوجدون أيضا فى المحطات الكبيرة، "فمن يريد أن يسرق سيسرق" . وأكد أن هؤلاء الباعة، هم أحد أسباب أزمة البنزين لأنهم يؤثرون بشكل أو بآخر على حصة المحطة من البنزين