لم تربط الحكومة الألمانية على ما يبدو توريدها غواصات لإسرائيل بشروط رسمية للحيلولة دون تسليح تلك الغواصات بعد ذلك بأسلحة نووية. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين في برلين: "لا يمكنني تأكيد وجود مثل هذه الشروط"، مضيفًا أن حكومة بلاده لا تريد الاشتراك في تكهنات حول تسليح نووي لتلك الغواصات. ودافع زايبرت مجددًا عن صفقة توريد غواصات ألمانية لإسرائيل، مشيرًا إلى أنها تعتبر استمرارًا لنهج الحكومات الألمانية السابقة، وقال إنه تم توقيع اتفاقية حول هذه الصفقة عام 2005 إبان الحكومة الألمانية تحت قيادة المستشار السابق جيرهارد شرودر. ولا تزال ردود الأفعال الواسعة تتوالى داخل ألمانيا حول التقرير الذي نشره أمس الأحد الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيجل" الألمانية حول تزويد إسرائيل للغواصات الألمانية الثلاث التي بحوذتها بسلاح نووي. من جانبه طالب رولف موتسنيش المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر حزب معارض في البلاد لشئون السياسة الخارجية بإيضاح هذه الواقعة. وأوضح موتسنيش أن توريد هذه الغواصات له مسوغات من بينها أنها أنظمة ردع تقليدية ، مطالبا الحكومة بتوضيح الأمر وما إذا كانت المعلومات التي أوردها تقرير المجلة صحيحة وأن هذه الغواصات مزودة بإمكانيات لحمل رءوس نووية. وفي مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة اليوم الإثنين اتهم يورجن تريتين زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض الحكومة بأنها لم تأخذ على محمل الجد شروطها الخاصة بتوريد آخر قطعة من هذه الغواصات الثلاث. وأشار تريتين إلى أن الحكومة كانت اشترطت لإتمام الصفقة أن تغير الحكومة الإسرائيلية من سياستها المتعلقة بالاستيطان وأن تساعد في إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في غزة وأن تفرج عن الأموال التابعة للسلطة الفلسطينية "لكن إسرائيل لم تنفذ سوى الشرط الثالث فقط". وأضاف تريتين أنه إذا كانت الغواصة الثالثة تم توريدها بالرغم من ذلك فإن الحكومة تبدو وكأن "الشروط التي وضعتها لا تمثل أهمية بالنسبة لها". تجدر الإشارة إلى أن سلاح البحرية الإسرائيلي لديه حتى الآن ثلاث غواصات ألمانية الصنع ومن المنتظر أن يتسلم ثلاث غواصات أخرى من ألمانيا. ونقلت المجلة عن إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي قوله إن "للألمان أن يفخروا بأنهم عملوا على تأمين وجود إسرائيل لسنوات عديدة". ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على ما أوردته "دير شبيجل" في تقريرها. من جانبه برر فيليب ميسفلدر المتحدث باسم تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي لشئون السياسة الخارجية الصفقة، مشيرًا إلى الوضع المهدد الذي تعيشه إسرائيل "فالخصوم العدوانيون في المنطقة يجعلون من الضروري أن يدافع أصدقاؤنا عن أنفسهم". وأضاف ميسفلدر أن بلاده "محقة في مساعدة إسرائيل التي تعتبر جزءًا من مجتمعنا القيمي ولنا أن ندعم الديمقراطية التعددية الوحيدة في الشرق الأوسط".