أحمد البري يكتب: قضية اليوم أعدت وزارة التربية والتعليم الترتيبات النهائية لامتحان الصف الأول الثانوى الإلكترونى فى الثانوية التراكمية، والذى ينطلق فى 19 مايو الحالى، ونشرت على موقع الوزارة نماذج استرشادية للتدريب عليها، مع فيديو يشرح طريقة الامتحان والهدف منه، وبقراءة سريعة لهذه القضية نرصد الملاحظات الآتية: إن فكرة النماذج تقوم على كيفية اختيار الإجابة الصحيحة، وطريقة الوصول إليها، فالهدف ليس فى المحتوى، وإنما فى طريقة التفكير وتحليل السؤال، وبالتالى يجب ألا يتوقع الطالب إعطاءه نموذجاً للامتحان نفسه بل طريقة للتفكير. الوزارة سوف تتيح النماذج باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. إذا اعتبرنا أن تخوفات الطلبة وأولياء الأمور منطقية، فإن الهدف الأسمى هو تغيير مسار التعليم من أجل تعليم أفضل، وتقتضى مسئولية الوزارة تقديم فرصة تعلم مثمرة، بدلاً من نجاح زائف كان يحدث سابقاً على حد تعبير د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم. ليست القضية "تابلت" أو شبكة أو تقنيات، وإنما هى التركيز على فكر تحليلي جديد، وإتاحة الفرصة للطلبة لمراجعة النماذج الاسترشادية، والتحول إلى فكر جديد. على الطالب إجراء مقارنة بين طريقة السؤال فى الامتحان بالنظامين القديم والجديد؛ لكى يدرك أهمية التغيير القائم على الفهم والمهارة. إن الإجابة عن الأسئلة فى المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات، تحتاج إلى أن يعتمد الطالب على الفهم والتحليل والتطبيق والإبداع، ويفكر تفكيرا نقديا حتى يصل إلى الإبداع؛ حتى لا تكون النتيجة طالبا حافظا للمعلومة وليس فاهما لها، وهذا هو جوهر تطوير التعليم فى مصر.