تحل اليوم الأحد، الذكرى ال22 لوفاة شيخ الملحنين الفنان الكبير سيد مكاوي، الموسيقار الذي جمع بين التلحين والغناء، فأبدع في كليهما، حيث قدم أشهر الألحان لأهم فنانين مصر والوطن العربي، وقدم عددا من الأغنيات بصوته بطريقته العفوية وإحساسه الفريد من نوعه وعوده الذى صاحب الجمهور في فرحه وهمومه . ولد مكاوي في حي الناصرية بالسيدة زينب 8 مايو 1927، وفقد بصره من شدة بكائه على وفاة والده الذي توفى في طفولته، خصوصًا مع إصابته بالرمد منذ كان عمره عامين، فرأت أسرته أنه لا مجال لمستقبله إلا المسلك الديني بحفظ القران الكريم ومن ثم تحفيظه، لكن كان لمكاوي رأي آخر، حيث إنه ورث عن والده موروثا فنيا كبيرا، عبارة عن 3 آلاف أسطوانة غنائية لأهم موسيقيي العصر أمثال عبدالحي حلمي وسيد درويش وداوود حسني ومحمد عثمان، الأمر الذى جعله يستنشق فنا منذ صغره . استمر سيد مكاوي فترة من حياته يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجدي أبو طبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية بالسيدة زينب، ثم تطور معه الأمر ودخل في مرحلة الانشاد الديني، وساعده التعرف على صديقيه إسماعيل رأفت ومحمود رأفت عازفي ألة القانون والكمان، على البدء في أول خطواته الفنية. واستطاع مكاوي في مطلع الخمسينيات، أن يلتحق بالإذاعة المصرية للعمل كمطرب بها، وبالتحديد لغناء تراث الموسيقى الشرقية والموشحات، وسريعًا ما استطاع أن يقنع الإذاعة به كملحن وذلك في منتصف الخمسينيات، وتعد أغنية "مبروك عليك يا معجباني يا غالي" للمطربة شريفة فاضل انطلاقته الفنية، ثم قدم لحنه الشهير لمحمد عبدالمطلب لأغنية "اسأل مرة عليا"، ومن بعده تهافت عليه أشهر فناني مصر والوطن العربي. وتميز مكاوي بأنه صاحب نكتة وشديد المزاح، الأمر الذى جعله يغني عددا من الأغنيات الشعبية الخفيفة مثل "آخر حلاوة مفيش كدة" و"ما تياللا يا مسعدة نروح السيدة"، أما أغنية "حدوتة" بداية التعاون مع صديق عمره صلاح جاهين، الذي قدم معه أهم الأعمال الفنية في تاريخ مصر، منها أوبريت "الليلة الكبيرة" أشهر أعمال مكاوي على الإطلاق التي كتبها صلاح جاهين. ومن أشهر ألحان سيد مكاوي "حكايتنا إحنا الاتنين" لليلى مراد، ولنجاة الصغيرة "لو بتعزني"، ولشادية "هوى يا هوي ياللي إنت طاير" ، ولصباح "أنا هنا يا ابن الحلال"، وتعد وردة اكثر الفنانات التي نالت عدد كبير من الحانه مثل "شعوري نحيتك" و"وقلبي سعيد"، و"بحبك صدقني"، و"أوقاتي بتحلو". قدم مكاوي الحان عدد من المسرحيات، أهمها "مدرسة المشاغبين" و"سوق العصر" و"هاللو دوللي". وعرف عن سيد مكاوي إيمانه بالقضية القومية، وهذا انعكس على فنه في مرحلة من حياته، حيث قدم العديد من الأغاني في العديد من المناسبات الوطنية، ففي العدوان على بور سعيد عام 1956 شارك بأغنية "ح نحارب ح نحارب كل الناس ح تحارب"، وخلال حرب 1967 وبالتحديد بعد قصف مدرسة "بحر البقر" تعاون مع صديق دربه صلاح جاهين وقدما اغنيتين هما "الدرس انتهى لموا الكراريس" للفنانة شادية ، و"احنا العمال إللي إتقتلوا". وارتبط شهر رمضان بصوت سيد مكاوي وهو يقدم شخصية " المسحراتي" من كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد، الشخصية التي لازالت عالقة في أذهان الجمهور حتى الآن، ومن أهم محطات مكاوي أنه آخر من تعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم من خلال أغنية "يا مسهرني" لأحمد رامي. توفي مكاوي في 21 أبريل 1997، بعد أن حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى ووسام صدام للفنون من الدرجة الأولى. سيد مكاوى مع زوجته سيد مكاوى مع أحفاده سيد مكاوى فى إحدى الحفلات سيد مكاوى المسحراتي سيد مكاوى سيد مكاوى مع سعاد حسنى سيد مكاوى فى إحدى المقابلات