استضاف صالون الدكتور صديق عفيفي الثقافي مساء الأربعاء الكاتب الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، في ندوة بعنوان "التوازن بين الإعلام والسياسة"، تناول فيها قضايا عدة تتعلق بالعمل الإعلامي في مصر والعالم العربي، والعلاقة بين السياسة والإعلام، والتأثير المتبادل بينهما. أشار سعيد إلى التحديات التي يواجهها العمل الصحفي والإعلامي في العموم، بعد التحولات الحادة التي حدثت للمسار الإعلامي بعد اختلاط الرؤية لدى بعض الإعلاميين، وتوجههم لاقتحام عالم السياسة، والعكس أيضًا؛ مما أدَّى إلى تلك الانحرافات في الخطاب الإعلامي التي نراها لدى البعض. صديق عفيفي يهدي عبد المنعم سعيد درع التكريم وتناول الدكتور عبد المنعم سعيد في حديثه قضية الحياد الإعلامي، وأكد ضرورة أن يلتزم به كل من يتصدى للعمل الإعلامي، وألا يقوم بتوجيه المتلقي بأي شكل من الأشكال، لافتًا إلى أن هذه الإشكالية لا تقف حدودها عندنا، وإنما هي معضلة يعاني منها المهنة في العالم بأكمله، غير أن الوضع لدينا أكثر سوءًا بسبب ما سمّاه "ضعف التقاليد المهنية". وفي تناوله لمسألة الصحافة التليفزيونية، التي أثرت بشكل كبير من وجهة نظره على مسيرة العمل الصحفي في مصر، منذ أن بدأت تنتشر في مطلع تسعينيات القرن الماضي؛ أشار إلى أن التجارب الأجنبية الرائدة، كحالة قنوات الCNN، ومن بعدها بعض التجارب العربية البارزة وضعت الإعلام المصري في عمومه على المحك؛ ما أدَّى إلى اندفاع المسئولين وقتها للبحث عن تعظيم دور الإعلام المصري، وكان لهذا تأثيره الإيجابي، كما أنه خلَّف بعض السلبيات التي يمكن أن نلمسها بعد مرور هذا الوقت. حديث عبد المنعم سعيد في اللقاء وتوقف الدكتور عبد المنعم سعيد في كلمته، وخلال المداخلات التي حدثت من قبل رواد الصالون، أمام الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الحديثة، ومدى تأثيرها على حركة الإعلام والسياسة معا، ونبَّه إلى أن السوشيال ميديا صنعت من كل شخص عادي صحفيًّا محتملا، وربما نجما كبيرا أيضًا، وثريًّا بالتالي، غير أن منصات التواصل الاجتماعي تلك لا يمكن تصنيفها من وجهة نظره ضمن وسائل الإعلام التي يُعْتَدُّ بها؛ إذ إنها –في جانب كبير منها- تعتمد على الأحاسيس، وهي بذلك يمكن أن تصنَّف على أنها نوع من أنواع الأدب، أو الكتابة الإبداعية، لا أن تكون صحافة مثلا. حديث عبد المنعم سعيد في اللقاء كما أوضح الدكتور سعيد أن التراجع الحاد الذي تشهده الصحافة الورقية في العالم كله، وفي مصر أيضًا، لا يعني بالضرورة أن مهنة الصحافة تتراجع. بدوره، أشار الدكتور صديق عفيفي إلى العلاقة الوثيقة بين عالم السياسة والإعلام، وتأثيرهما المتبادل، ودعا إلى التركيز على نشر الشفافية في كافة القضايا المحورية التي تواجه المجتمع، من الطرفين. وأهدى الدكتور صديق عفيفي، مؤسس وصاحب الصالون، الدكتور عبد المنعم سعيد في نهاية الندوة درع أكاديمية طيبة وشهادة تقدير من الصالون تقديرًا لمشاركته، وعرفانًا بدوره الكبير في صناعة الوعي في المجتمع المصري. يُذكر أن الصالون يعقد بشكل شهري بأكاديمية طيبة بالمعادي، ويضم بين أعضائه عددًا كبيرا من المثقفين والكتاب، والفنانين.