أرادوا إفساد فرحة المصريين بأعياد الميلاد المجيد، وخيب الله رجاهم ومسعاهم، وأنقذ دماء مصريين أبرياء في أثناء توجههم للصلاة، وهذا ليس جديدًا على إخوان الإرهاب، وأزلامهم سبق وقتلوا مئات المصلين من المسلمين في أثناء صلاة الجمعة بمسجد الروضة في العريش.. خيبهم الله ولعنهم في كل كتاب.. القتلة تجار الدين.. وقبل ساعات من افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأيضًا مسجد الفتاح العليم؛ الذي يؤكد رمزية المحبة والتعايش بين المصريين، وهذا ليس شعارًا لكنه حقيقة واقعة برغم أنف الكارهين وتجار الدين، ولن تفلح مساعيهم لإحداث الفتنة.. وها هو الشهيد مصطفى عبيد الأزهري ينضم لقافلة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لأمن المواطنين المصريين جميعًا (مسلمين ومسيحيين) .. وها هي الزغاريد وهتافات وبكاء في جنازة شهيد طوخ الرائد مصطفى الأزهري الذي استشهد في أثناء تفكيك عبوة ناسفة كانت تستهدف كنيسة أبوسيفين بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر.. وشيع جثمانه الطاهر الآلاف من أبناء قرية جزيرة الأحرار والقرى المجاورة لها، في جنازة شعبية مهيبة؛ حيث خرج الجثمان ملفوفًا في علم مصر من مسجد فهيم بالقرية، متوجهًا إلى مقابر الأسرة بالقرية.. وردد المشيعون هتافات تنادي بالقضاء على الإرهاب، وتؤيد الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب في سيناء.. ألف رحمة ونور على الشهيد الأزهري، شهيد عيد الميلاد المجيد 2019م؛ لينضم لإخوانه الشهداء.. من علَّم هؤلاء هذه البطولة واليقين والرجولة؟ من علَّمهم التضحية وجعلهم يقررون الموت بديلًا عن البقاء أحياء بينما تجار الدين خونة الأوطان والعشيرة والأهل يعيثون في الأرض جهلًا وفسادًا وقتلاً وخرابًا؟.. قاتلهم الله جميعًا وقاتل قياداتهم من تجار الدين والدولار والريال القطري والليرة التركية.. والشهيد الرائد مصطفى عبيد والد طفلين، هما يارا عمرها 8 سنوات، ويوسف عمره 4 سنوات، ووالده هو اللواء عبيد محمود الأزهري، أركان حرب بالمعاش من سلاح "الإشارة"، وينتمي لعائلة الأزهري، أكبر عائلات طوخ. ووالدة الشهيد متوفاة، وكانت تعمل مدرسة.. وحسب تأكيد أهالي القرية ومعارف الشهيد مصطفى عبيد، كان شابًا بشوش الوجه طيب المعشر ويُحسن للجميع، ولم يتوان أبدًا عن مساعدة من يحتاجه.. وكان دائمًا يردد: (اللي ربنا كاتبه هاشوفه.. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. وكله عشان مصر) ردًا على من يوصيه بأن يتوخى الحذر في أثناء عمله مع المفرقعات والقنابل.. وعقب استشهاده تجسدت روح المحبة والتعايش المصرية الخالصة، وها هي كنيسة العذراء وأبوسيفين في عزبة الهجانة بمدينة نصر، تستقبل الشيخ سعد عسكر مؤذن مسجد ضياء الحق، الذي أبلغ قوة تأمين الكنيسة بوجود اشتباه في عبوات ناسفة خشية استخدامها لاستهداف احتفالات الأقباط بعيد الميلاد. وقال الشيخ عسكر من داخل الكنيسة: "لازم نقف جنب بعضنا ونخلي بالنا من بعضنا واللي يستهدف دور العبادة ملوش ملة".. والكنيسة الكاثوليكية أدانت الحادث، وكذلك الأرثوذكسية، ونعت الشهيد والحادث الذي أسفر عن استشهاد الرائد مصطفى الأزهري وإصابة آخر، ولكن - والحمد لله - زاد الحادث من التماسك والتعايش، وزادت كراهية الشعب المصري لتجار الدين والمتطرفين وقتلة المُصلين في دور العبادة.. خيب الله مسعاهم، وخيبهم دنيا وآخرة.. والله المستعان