أعلن ريال مدريد الإسباني عن إقالة مدربه جولين لوبيتيجي، عقب سلسلة من النتائج السيئة، آخرها خسارة الكلاسيكو على يد برشلونة بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد. ويتشارك الجميع فى هبوط مستوى الفريق، وفى تلك النتائج المخيبة، بداية من الإدارة مرورًا بالجهاز الفنى واللاعبين. الإدارة تتحمل إدارة ريال مدريد النصيب الأكبر من سقوط المدرب الإسبانى، فليس من الطبيعى أن يفتعل بيريز، رئيس نادى ريال مدريد، المشاكل مع أفضل لاعب فى العالم ومنقذ الفريق على مدار السنوات الماضية، كريستيانو رونالدو، وجعله يرحل إلى يوفنتوس الإيطالى، ولم يكتف بذلك، فهو لم يقم بتعويضه بأى لاعب، ممن ارتبط اسمهم بريال مدريد مثل هازارد أو مبابى أو هارى كين أو إيكاردى، وكانت الصحف فى الميركاتو الماضى، بأن تشيلسى سيوافق على بيع هازارد مقابل 220 مليون جنيه إسترلينى، فلماذا رفض بيريز دفع المبلغ؟ بالرغم من أن بيريز قد اشتهر بدفع أموال طائلة دائما منذ حقبة الجلاكتيكوس، مرورا بكريتسيانو وبيل وخاميس رودرجيز، فهو لم يجلب اسمًا كبيرًا، ونجاح المدرب السابق زيدان، طغى على فكرة التعاقد مع نجم آخر والاكتفاء بما هو موجود، ومادام النادى يحقق اللقب الأغلى – دورى أبطال أوروبا – فلن تكون هناك أى مشكلة فى الاستمرار فى تحقيق مكاسب اقتصادية، ومحاولة الاستثمار فى الشباب، ولكن الصدمة جاءت برحيل زيدان ثم كريستيانو رونالدو. بينتوس اللاعبون والمدرب يبدو أن اللاعبين قد فقدوا الرغبة فى اللعب، فهم وصلوا إلى حالة من التشبع بالبطولات، فهناك من فاز ببطولة دورى الأبطال 3 مرات، وهناك من حققها 4، بالإضافة إلى الدورى والسوبر وكأس العالم للأندية، ورحيل كريستيانو كان له نصيب أيضًا، وجود البرتغالى فى أرض الملعب كان يمنح الفريق قوة إضافية، وأنه يمكن أن يحدث الفارق فى أى لحظة، مثلما فعلها فى العديد من المرات. ولم يشفع سجل لوبيتيجى الممتاز مع الفرق والمنتخبات التى دربها، ليرتكب أخطاء ساذجة فى ريال مدريد، فالإسبانى قد درب الفئات السنية لمنتخب إسبانيا، تحت 19 وتحت 20 وتحت 21، والمنتخب الأول، ونجح فى قيادتهم فى 63 مباراة، ولم يتلق إلا خسارة واحدة فقط، ومع بورتو البرتغالى وصلت نسبة الفوز إلى 68.8%، خلال 77 مباراة، تلك الإحصائيات لم تكن بمحض الصدفة، بل برؤية جيدة وتكتيكات ناجحة للمدرب. ولكن المشكلة أنه جاء إلى ريال مدريد والفريق مسيطر على أوروبا والعالم، ورحل أهم لاعبيه ولم يتم تعويضه، ولكنه مسئول عن الفوضى على أرض الملعب، فريال مدريد كثيرًا ما ظهر عشوائيا، سواء فى شكل الفريق وتنظيمه، أو صناعة الفرص، فأغلب الأحيان يلعب راموس كمهاجم ومارسيلو جناح وليس ظهير، وهو لم يحرك ساكنا، بالإضافة إلى تبديلاته خلال المباريات، التى لا تؤثر على مجرى اللقاء، بل فى بعض الأحيان تأتى بنتيجة عكسية. السبب الثانى وهو الأهم، هو أنه أعطى "رجل زيدان الأول" أنطونيو بينتوس، المسئول الأول عن اللياقة البدنية، دورًا ثانويًا فى الفريق، وكان بينتوس أحد الأسباب الرئيسية فى تحقيق الفريق 3 بطولات دورى أبطال أوروبا، بالإضافة إلى بطولة الدورى فى إحدى السنوات، فكان الفريق يلعب المباراة كاملة بنفس الأداء، ولو دخل أشواطًا إضافية، تكن له الأفضلية، أما هذا الموسم، فالفريق يبدو وكأنه منتهى بدنيًا. فلورنتينو بيريز المدرب المقبل تم تعيين سانتياجو سولارى، مدربًا مؤقتًا للفريق، حتى يستقر النادى على الاسم القادم، ومن الصعب تكرار تجربة زيدان، فالمعطيات مختلفة، ريال مدريد يحتاج إلى مدرب شخصيته قوية، ولكن فى نفس الوقت لا يصطدم مع الإدارة، ويحصل على كامل الدعم منهم، بالإضافة إلى احتوائه غرفة الملابس واللاعبين، فمبجرد طرح اسم الإيطالى كونتى، قال راموس" الاحترام يُكتَسَب، ولا يُفرَض، بغض النظر عن هوية الشخص، لقد فزنا بكل الألقاب مع مدربين تعرفونهم، وفي نهاية الأمر يكون فن قيادة غرفة خلع الملابس أكثر قيمة أحيانا من المعرفة بالتكتيك للمدرب"، فى إشارة إلى رفضه للمدرب. يحتاج النادى الملكى إلى مدرب يعيد بناء الفريق من جديد، ويكون له القدرة على استبعاد أى لاعب يتكاسل على أرض الملعب، حتى ولو كان راموس، أو كروس أو مودريتش، وإن صحت أخبار عودة مورينيو، فهو صاحب الشخصية، التى أعادت ريال مدريد إلى البطولات وشخصية النادى، خلال توليه تدريب الفريق فى 2010 وحتى 2013، فهو الأفضل لهذه المرحلة، ومن ضمن الأسماء المطروحة أيضًا بوتشيتينو، مدرب توتنهام، وجوتى لاعب ريال مدريد السابق، ومدرب فريق ريال مدريد تحت 19 سنة الحالى، بالإضافة إلى أرسين فينجر، المدرب السابق لأرسنال. لوبيتيجى