أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني على ضرورة تشكيل الحكومة العراقية على ثلاثة مبادىء أساسية وهى الشراكة الحقيقية في القرارات، ويتم ضمان ذلك بوجود المجلس الأعلى للسياسات، والالتزام بالتوافق في إصدار القوانين والتشريعات، وحفظ التوازن في المؤسسات الحكومية بين المكونات. وقال بارزاني خلال كلمة له بلقائه مجموعة من كوادر حزبه في أربيل، "نحن دائما كان هذا اعتقادنا بأننا ما دمنا مع العراق فيتعين أن تكون العلاقات بيننا على أفضل وجه"، مؤكدا أن "السلم والحوار كانا خيارنا دائما، وحتى قبل الذهاب إلى الاستفتاء قد أعلننا في مرات عدة بأننا نرغب في حل المشاكل عبر الحوار، وأن نبدأ بحوار جدي بعد الاستفتاء ولكن للأسف فإن أولئك الذين أغلقوا باب الحوار ظلموا شعبنا، وهم الآن أصبحوا على ما فعلوا نادمين. ونوه بارزاني إلى أن بعضا ممن في السلطة في بغداد سعوا إلى نقل المشاكل بين إقليم كردستان والحكومة العراقية إلى الناس لإحداث مشكلة قومية، ولكن لحسن الحظ نتائج انتخابات مايو الماضي، أثبتت أن الشعب العراقي ليس مع هؤلاء، ولا يؤيدهم، مبينا أن الشعب العراقي عاقب تلك الأشكال التي آذت شعب كردستان. وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني صاحب أهداف استراتيجية، ولا يغير مواقفه، ولا نتراجع عن تلك الأهداف، مضيفا أن أي جهة أو أي شخص يحمل هدفا إستراتيجيا ينبغي أن يبذل حياته من أجله، ولذلك فإن الديمقراطي الكردستاني لايزال يبذل ما بوسعه للحفاظ الشعب وراحته. وأشار بارزاني إلى أن غالبية الأطراف السياسية في العراق "تفضل تشكيل المجلس الأعلى للسياسات الإستراتيجية، يشارك فيه الجانب الكردي، لكي تصدر عنه القرارات الإستراتيجية، ونحن نعتبر ذلك أمراً مقبولاً، لأنه يحمي حقوق المكونات العراقية ويمنع إصدار القرارات الفردية" معلناً أن "الفرصة بعد انتخابات مجلس النواب العراقي وانتخابات الإقليم مواتية لنصنع فيها أوضاعاً جديدة. ووجودنا معاً، ولو لحين مع بغداد، يستدعي أن تكون علاقاتنا جيدة وطبيعية ومرتبة، وأن يكون لنا تواجد قوي في بغداد، ولكن هذا لايعني بأي شكل إننا نتراجع عن هدفنا الإستراتيجي". وفيما يتعلق بانتخابات برلمان كردستان، أعلن البارزاني، أنه "بدعم ومساندة شعبنا، سيحقق الحزب الديمقراطي الكردستاني فوزاً كبيراً، وبذلك الفوز سيتم تشكيل حكومة قوية ومتينة تستطيع تنفيذ الإصلاحات الجذرية في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية في إقليم كردستان. كما دعا كوادر حزبه إلى التقيد بالقانون والمشاركة الهادئة في الحملات الانتخابية، وعدم الإجابة على تشهيرات وتجاوزات الآخرين، وقال"عندما يتم تمزيق صور مرشحي حزبكم في بعض المناطق، وإنكم ترون سقوط صور المرشحين الآخرين قوموا بتعديلها". وحول الانتخابات التشريعية لإقليم كردستان أشار مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في مصر شيركو حبيب، إلى أن حزبه سيفوز بأكثرية مقاعد البرلمان الكردستاني والبالغة 100 مقعد و 11 للقوميات والمذاهب الأخرى، وباعتقاد ممثل الديمقراطي في القاهرة، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني سيفوز ب 42-45، وأن حصول حزبه على هذه المقاعذ يأتي من إيمان جماهير كردستان بالحزب وقيادة مسعود بارزاني، لأن استقرار وأمان كردستان مرهون بفوز الديمقراطي الكردستاني، لأن الفترات الماضية أكدت أن لا استقرار ولا إعمار في كردستان إلا بوجود الحزب الديمقراطي.