شنّ مسلحون الإثنين على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس، هجومًا وصفته هيئة أمنية بأنه "إرهابي"، أسفر عن قتيلين وعشرة جرحى. واستهدف الهجوم قطاع النفط الحيوي للبلاد، الذي يواجه صعوبات وأعمال عنف منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في العام 2011. وقال شهود عيان إن النيران نشبت في المبنى الواقع قرب وسط المدينة الذي أحيط سريعًا بقوات الأمن. وأعلنت وزارة الصحة في حصيلة أولية أن شخصين على الأقل قتلا وأن عشرة أصيبوا بجروح الإثنين في الهجوم. وأشار رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله لتليفزيون "ليبيا 218" إلى وجود قتلى وجرحى بين موظفي المؤسسة بعضهم في حال "الخطر". وكان متحدث باسم قوة الردع، المجموعة المسلحة التي تقوم بمهام الشرطة في طرابلس، صرح لفرانس برس أن "أجهزة الأمن تبحث عن المسلحين في المبنى، لكن أولويتنا هي إجلاء المدنيين العالقين في داخله". وأكد أنه "تمت السيطرة على الوضع"، موضحا أن هوية المهاجمين ما زالت مجهولة. وعلى صفحتها في الفيسبوك، وصفت قوة الردع الهجوم بأنه "إرهابي"، مؤكدة إنها عثرت على "بقايا انتحاريين"، ونشرت صورًا لتاكيد ذلك. ويواجه قطاع النفط في البلد العربي الواقع في شمال إفريقيا اضطرابات كبيرة منذ إطاحة نظام القذافي في عملية دعمها حلف شمال الأطلسي. وفي يونيو الفائت، أجبرت المؤسسة الوطنية للنفط على إعلان "حالة القوة القاهرة" على عمليات شحن النفط الخام من موانئ الحريقة والزويتينة والسدرة ورأس لانوف، وهي الوحيدة العاملة في البلاد إثر معارك حولها. وهاجمت جماعات مسلحة بقيادة القائد السابق لحرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران في 14 يونيو ميناءي رأس لانوف والسدرة، وتمكنت من السيطرة عليهما، قبل أن تستعيدهما قوات "الجيش الوطني الليبي" بعد معارك عنيفة وتعلن تسليمهما الى الحكومة الموازية التي تدعمها في الشرق. وتقدّر منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) احتياطي النفط في ليبيا بنحو 48 مليار برميل، وهو الأكبر في إفريقيا.