صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن القمة التي عقدت اليوم، بمقر قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينيةبكين، بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الصيني "شي جين بينج"، بدأت بعقد جلسة مشاورات ثنائية أعقبها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، استهلها الرئيس الصيني بالترحيب بالرئيس السيسي معرباً عن سعادته للالتقاء به مجدداً ومشيداً بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، مؤكداً ثقته في مستقبل تلك الشراكة لما فيه صالح البلدين الصديقين، وبما يعكس حضارة وعراقة تاريخيهما. الرئيس عبدالفتاح السيسي و نظيره الصيني شي جين بينج وأوضح الرئيس الصيني، أن ما حققته مصر من إنجازات خاصة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والاستقرار الأمني، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى خلال فترة وجيزة، أدى إلى تشجيع كبرى الشركات الصينية للعمل في مصر والمساهمة في تنفيذ تلك المشروعات، مؤكداً في هذا الإطار دعم الحكومة الصينية لمصر على مختلف الأصعدة خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين، خاصة أن مصر تعد أحد ضيوف الشرف في مؤتمر شنغهاي للاستيراد، المقرر عقده في نوفمبر المقبل، وهو ما يعد فرصة طيبة للترويج للمنتجات المصرية وسد العجز في الميزان التجاري بين البلدين. الرئيس عبدالفتاح السيسي و نظيره الصيني شي جين بينج كما أكد الرئيس الصيني، أن مستوى التنسيق الجاري على المستوى السياسي بين البلدين، فيما يخص عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما، مرحبا بمشاركة الرئيس في قمة "منتدى التعاون الصين إفريقيا"، ومشيراً إلى ما تمثله مصر باعتبارها إحدى أهم الدول الإفريقية، فضلاً عن توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، وهو ما يدفع بأهمية استمرار التنسيق والتشاور عالي المستوى القائم بين البلدين للعمل على تطوير العلاقات مع القارة الإفريقية، والتي تحظى باهتمام بالغ من جانب الصين، خاصة مع إطلاق الصين لمبادرة "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون والتكامل بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وتعزيز الربط بين تلك الدول لدفع التبادل التجاري بينها. الرئيس عبدالفتاح السيسي و نظيره الصيني شي جين بينج وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس السيسي أعرب عن ترحيبه بتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والصين وارتقائها إلى مستوى "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، مشيراً إلى التقدم الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، خاصة بعد التوقيع على اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، وكذا "البرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة" بين البلدين، مشيداً بالمشاركة الصينية في دعم التنمية في مصر وخاصة في العديد من المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها، مؤكداً أهمية العمل على دفع وتعزيز الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، فضلاً عن التعاون في العديد من المجالات الأخرى خاصة مشروعات توطين التكنولوجيا وتكنولوجيا الفضاء، بما يساهم في الانتقال بالشراكة القائمة بينهما إلى مستوى جديد يحقق المزيد من المصالح المشتركة لكلا الجانبين. الرئيس عبدالفتاح السيسي و نظيره الصيني شي جين بينج كما أعرب الرئيس عن ترحيبه بالمشاركة في قمة "منتدى التعاون الصين إفريقيا"، مؤكداً الثقة في أنها ستسفر عن نتائج تخدم المصالح الإفريقية والصينية على ضوء اهتمام الجانبين باستغلال الفرص المتوفرة لديهما لتطوير علاقات التعاون المشتركة، كما أكد حرص مصر على مواصلة تعزيز وتفعيل آليات منتدى التعاون الصين إفريقيا خاصة خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي عام 2019، في ظل ما هو متوفر من توافق في الرؤى حول أولويات التنمية في الدول الإفريقية والصين، فضلاً عن حرص مصر على تطوير التعاون الثلاثي في هذا الإطار. الرئيس عبدالفتاح السيسي و نظيره الصيني شي جين بينج وأكد الرئيس أيضاً دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني "الحزام والطريق"، خاصة أن مصر تعد شريكا حضاريا وتاريخيا للصين في تلك المبادرة التي تمثل إعادة لإحياء طريق "الحرير"، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجاري لتشكل عدد اآخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، وهي الأهداف التي طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها. الرئيس عبدالفتاح السيسي و نظيره الصيني شي جين بينج كما أكد الرئيس أهمية الدور المصري في إطار المبادرة أخذاً في الاعتبار موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط بين قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، فضلاً عن تواجد قناة السويس بها، والتي تعد مساراً تجارياً محورياً في تعزيز وتيسير حركة التجارة عالميا بما يتوافق مع مبادئ وأهداف مبادرة الحزام والطريق. وأضاف السفير بسام راضي، أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب الرئيس الصيني عن دعم بلاده للجهود المصرية في إطار مكافحة الإرهاب واقتلاع التطرف من منطقة الشرق الأوسط، كما توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على استمرار التشاور التنسيق بينهما في الأُطر والمحافل الدولية. وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين حكومتي البلدين للتعاون في المجال الاقتصادي.