30 عاما هي العمر المعروف لمنطقة شق الثعبان، التي تسربت إليها العشوائية، فلم يشفع لعاشر أكبر منطقة لإنتاج الرخام في العالم، أن تطالها يد التطوير، على مدار سنوات عملها، التي تجاوزت ربع القرن. رغم العشوائية التي تقبع فيها "المنطقة الاقتصادية"، شرق طريق الأتوستراد بعمق 5 كيلو مترات، حتى حدود محمية وادي دجلة، بمنطقة طرة المعادي، إلا أن مصانع شق الثعبان استطاعت أن تصبح منطقة منتجة، متفوقة في إنتاجها على الرخام الإيراني ذا الجودة، فضلا عن رغبة دول الخليج في شراء الرخام المصري رخيص الثمن، مقارنة بنظيره الأوروبي. اعتماد مخطط تطوير شق الثعبان المخطط التفصيلي لتطوير شق الثعبان، اعتمدته القيادة السياسية، بعد تكليف محافظة القاهرة، بتطوير المنطقة بالكامل، لتصبح مدينة صناعية متكاملة؛ لإنتاج وتصدير الرخام، وحل مشاكل المستثمرين بالمنطقة، وتوفير مناخ مشجع لهم، وإعداد مخطط عام استثماري يليق بأهمية ومكانة المنطقة الصناعية. تكوين شق الثعبان تتكون منطقة إنتاج شق الثعبان من 3 أماكن رئيسية هي (كوتسيكا - بدر الليثي - شق الثعبان)، وتقع على مساحة 1608 أفدنة بمساحة تقديرية تبلغ نحو 6.5 مليون متر مربع، بطول واجهة على الأتوستراد يصل إلى 1.8 كيلو متر، وتضم منطقة إنتاج الرخام 1858 مصنعًا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام والجرانيت، ويعمل بها نحو 50 ألف عامل (عمالة مباشرة – وغير مباشرة). مخطط التطوير المكتب العربي للاستشارات والتصميمات -المشرف على تطوير شق الثعبان- استعرض المخطط التفصيلي لتطوير المنطقة، بحضور محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد، وعدد من التنفيذيين بالمحافظة. وأوضح أعضاء المكتب في تقريرهم، أن المنطقة بأكملها عشوائية، لكنها اقتصادية منتجة، لافتين إلى أن مخطط التطوير، يشمل إنشاء ميناء جاف ومنطقة خدمية، تضم فروعًا للبنوك المختلفة والتوكيلات الملاحية، وتأسيس مدرسة ومعهد فني متخصص لتخريج عمالة فنية مدربة، بالإضافة إلى إنشاء منطقة لوجستية، تشمل مكاتب للشحن والتفريغ وإقامة مصانع لتدوير المخلفات الصناعية. وأوضح الدكتور فيصل عبد المقصود -أحد أعضاء المكتب الاستشاري- أنه تم الرفع المساحي للمنطقة بأكملها، وعمل شبكات خاصة فيها، يلي ذلك البدء في المنشآت الخاصة بالمنطقة اللوجيستية. تطوير شبكة طرق شبكة الطرق الموجودة بالمنطقة حاليا مغلقة، وغير ممهدة، وعروضها غير منتظمة، حيث تضيق وتتسع، كما أن أكبر مشاكلها، هو انفصال مناطق "شق الثعبان – الليثي – الشيماء" عن بعضها، ونظرا لعدم التواصل بينها، فالخدمات جميعها ضعيفة. سيارات النقل الثقيل، تواجه مشاكل كثيرة بسبب وعورة طرقها، وهو ما يتسبب في حوادث على الطرق هناك، بسبب الكتل الثقيلة المحملة بها، وهو ما أدى إلى تهالك شبكة الطرق هناك، وتآكل الأسفلت. ومن المقرر -وفق مخطط التطوير- معالجة الطرق، وإنشاء شبكة طرق داخلية وخارجية تربط المنطقة بالطريق الدائري الإقليمي، وطريق الأوتوستراد. أهداف مستقبلية لشق الثعبان الدكتور فيصل عبد المقصود أعلن كذلك عن توفيق أوضاع المنشآت القائمة، وتوفير فرص عمل أكثر من الموجودة، وتطوير المرافق بصورة متقدمة، لإنتاج الرخام وليس لتصنيعه فقط، أي أن الوضع المستقبلي لن يقتصر على استخراج المادة الخام فقط. وسيتم تحويل الكابلات الأرضية لهوائية، مع تطوير شبكات الكهرباء، بالإضافة للتغلب على المناطق الوعرة، والتي بسبب النحت في الجبل، تخللتها أراضٍ فضاء، تفتقر للخدمات كنقاط الإسعاف والشرطة والمستشفيات وغيرها، سيتم إنشاؤها، مع إنشاء وحدات سكنية للعمالة هناك. التخلص الآمن من المخلفات مخطط تطوير المدينة الصناعية الجديدة سيتضمن كذلك نشاء مصنعين لتدوير المخلفات، بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية، وإنشاء شبكة صرف صحي متكاملة، وعلاج "السحلة"، الناتجة عن مخلفات الورش والمصانع في استخدامها كمادة خام لتصنيع "البلاط". الحلم يبدأ بتقنين الأوضاع وحتى يكتمل حلم إنشاء المنطقة الصناعية، تواصل لجان التقنين المختصة والمشكلة بقرار من محافظ القاهرة، أداء مهامها ومباشرة إجراءاتها القانونية، وخاصة اللجنة الفنية لتلقي طلبات تقنين حالات واضعي اليد للورش والمصانع الموجودة بمنطقة شق الثعبان (بدر الليثي - الشيماء -كوتسيكا - محمية وادي دجلة) طبقا للقواعد المنظمة لعملية التقنين، التي وضعتها اللجنة، وتمت الموافقة مؤخرا على مد فترة تلقي طلبات تقنين أوضاع اليد كمهلة حتى أول سبتمبر القادم.