يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الخميس، زيارته للإمارات على رأس وفد رفيع المستوى، في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيسًا لبلاده. وتستغرق زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات 3 أيام، ويبحث أثناء الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، في ظل التعاون الإستراتيجي المتنامي بين البلدين، والتنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون في عدد من المجالات. وتستعد الإمارات اليوم لاستقبال الرئيس الصيني، بهدف تعميق أواصر التعاون التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين، في الوقت الذي شهدت فيه البلاد حراكًا واسعًا على المستويين الاقتصادي والثقافي للترحيب ببينغ، مع الإعلان عن إطلاق الأسبوع الإماراتيالصيني، الذي بدأت فعالياته من 17 يوليو وينتهي في 24 من الشهر الجاري، ومن المقرر أن تحتفل الإمارات سنويًا بالأسبوع الإماراتيالصيني، على أن تتزامن الاحتفالات في العام المقبل مع الاحتفالات برأس السنة الصينية. تدريس اللغة الصينية في المدرسة الإماراتية تسعى وزارة التربية والتعليم بالإمارات إلى مد جسور التعاون التعليمي والتربوي مع الجهات المعنية في الصين، لإثراء تجربة المدرسة الإماراتية بوصفها مدرسة حديثة مواكبة متعددة اللغات، تستثمر كافة إمكاناتها لتطور أبنائها. وأعلنت الوزارة تطبيق تعليم اللغة الصينية كخطوة أولى ستتبعها عدة خطوات أخرى خلال السنوات الدراسية المقبلة، لزيادة حجم التعاون والتبادل المعرفي مع الجانب الصيني. من خلال خططها المستقبلية، تعتزم الوزارة تطبيق تعليم اللغة الصينية في 100 مدرسة من خلال الأندية الطلابية لزيادة حجم التعاون الأكاديمي بين الوزارة والجهات الصينية المختصة. وقد حظيت مبادرة تدريس اللغة الصينية باستحسان ورضا كبيرين بين أوساط الطلبة وأولياء الأمور، الذين رأوا فيها خطوة عملية وجادة على الطريق الصحيح لتمكين الطلبة من اللغة الصينية. علاقات تاريخية تعد الصين شريكًا إستراتيجيًا واقتصاديًا له ثقله بالنسبة لدولة الإمارات، حيث شهدت السنوات الأخيرة نموًا سريعًا في العلاقات الاقتصادية الإماراتية - الصينية. تتميز العلاقات الإماراتيةالصينية بتعاون قوي وتطور مستمر، منذ بدايتها رسميًا مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر عام 1984، إذ حرص البلدان على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما في المجالات كافة وبإمكانات ضخمة. ترتبط الدولتان بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية ترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل بين البلدين الصديقين، والتي بدأت منذ تأسيس دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971. وأخذت هذه العلاقات في التطور المستمر، من خلال زيارات متبادلة بين البلدين، بدأت بزيارة الرئيس الصيني -آنذاك- يانج شانج كون إلى الإمارات، خلال شهر ديسمبر عام 1989، توجت بعدها العلاقات بين البلدين خلال زيارة الرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى بكين في مايو 1990، على رأس وفد رسمي، وكانت الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين. وفي الأعوام 2009 و2012 و2015 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارات متتالية للصين، أسفرت عن الكثير من الاتفاقيات التي انعكست على العلاقات المشتركة بين البلدين. شراكة اقتصادية شهدت العلاقات الاقتصادية بين الدولتين نموًا متزايدًا، وسجلت السنوات الخمس الماضية ارتفاعًا في وتيرة تعزيز تلك العلاقات التي تحولت إلى شراكة إستراتيجية تقوم عليها فرق عمل واتفاقيات تصب في مصلحة الشعبين. وشكلت الزيارة المهمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجمهورية الصين خلال العام 2015 محطة مفصلية في مسيرة الارتقاء بعلاقات التعاون بين الدولتين على مختلف الأصعدة، ومن ضمنها التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. وشهد العام الماضي وحده تدفقًا استثماريًا مباشرًا من الصين إلى الإمارات بنحو 610 ملايين دولار، ووصلت قيمة التجارة بين الصينوالإمارات بلغت 53.3 مليار دولار خلال عام 2017، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام". وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الأكبر للصين في المنطقة العربية، حيث إن 23% من حجم التجارة العربية مع الصين تستحوذ عليها دولة الإمارات. وتعمل شركات صينية رائدة بدولة الإمارات في قطاعات مثل النفط والغاز والبناء والموانئ والتكنولوجيا والمنطقة الصناعية، كما تشكل الدولة الخليجية بوابة للفرص في عملية العبور الصيني إلى أسواق الشرق الأوسط.