طالب السفير محمود كارم، سفير مصر لدي اليابان سابقًا، ومدير حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابية السابق، بضرورة النظر إلى التجربة اليابانية والتعلم منها، مضيفًا أن حجم العلاقات بين مصر واليابان، تاريخي وكبير وقائم على المصلحة المشتركة، وأن طوكيو قدمت منحا ومساعدات إلى مصر دون أن تطلب شيئًا أو أن تفرض على المسئولين اتخاذ قرار سياسي أو اقتصادي، بما يشكل تدخلا في الشأن الداخلي المصري، مثل جهات دولية أخرى ودول تتعامل مصر معها. وأوضح السفير محمود كارم، سفير مصر لدي اليابان سابقًا، في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، على هامش احتفالية أقامتها سفارة طوكيوبالقاهرة، لتكريمه ومنحه وسام الشمس المشرقة، أن الصديق الياباني يأتي إلى مصر راغبًا في مساعدة شعبها، بدون فرض شيء على المصريين. الصديق الياباني يريد مساعدة المصريين دون فرض شروطه عليهم وضرب مثالًا على ذلك بمشروع المدارس اليابانية في مصر، حيث لم تشترط اليابان تدريس لغتها، أو اتباع نظام تعليمي معين، لأن التجربة اليابانية فريدة لا يمكن تكرارها لأن الظروف في مصر مختلفة، كما أن الطفل الياباني له خصائصه كما أن للطفل المصري مميزات غير موجودة عند طفل آخر، مثل الذكاء وإمكانية التفوق في المسابقات العلمية العالمية والابتكارات، وأن تجربة المدارس اليابانية قائمة على الاستفادة من قدرات الطفل المصري. المشروعات اليابانية في مصر غير هادفة للربح وأضاف سفير مصر السابق في طوكيو، أن المشروعات اليابانية في مصر غير هادفة للربح، لذا فإن مصاريف العام الواحد في المدارس اليابانية، والمقدرة ب 10 آلاف جنيه "مبلغ زهيد" مقارنة بالمدارس الخاصة حاليًا وأسعار الدروس الخصوصية، مدللًا على حديثه بأن اليابان عندما تكفلت بمشروع كوبري السلام الذي يمر فوق قناة السويس، رفضت الحصول على رسوم من المارة، لأنها تمنح تلك المشروعات ك"هدية" من الشعب الياباني للشعب المصري، وهو ما يعكس الفكر الياباني في العطاء ثم العطاء وفقط دون أي أهداف أخرى. اليابان ساعدت مصر في تطبيق بطاقة الرقم القومي والصناديق الزجاجية وأكد السفير محمود كارم، أن الطفرة التي حدثت في مصر فيما يخص بطاقات الرقم القومي، كان لليابان دور كبير فيها، حيث تبنت مشروع بطاقات الرقم القومي بالكامل، كما ساعدت مصر، في عملية التحول الديمقراطي والنزاهة والشفافية فيما يخص الانتخابات، حيث قادت مشروعا كبيرا لإحلال الصناديق الانتخابية الزجاجية بدلا من الخشبية القديمة. كانت سفارة اليابانبالقاهرة، قد كرمت اليوم الأربعاء، السفير محمود كارم، سفير مصر لدى اليابان سابقًا، وتم تقليده وسام الشمس المشرقة، من الطبقة الثانية، نجم ذهبي وفضي، وذلك في احتفالية أقيمت بمنزل السفير بالقاهرة اعترافًا بإنجازاته في المساهمة في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية بين مصر واليابان، وذلك ضمن المتوجين بالأوسمة من الأجانب لعام 2018. زيارة الرئيس السيسي علامة ناجحة على طريق التعاون المشترك وقال كارم إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى اليابان عام 2016، وضعت قواعد جديدة في العلاقات بين البلدين، وكانت علامة فارقة في إنجاح وتعزيز العلاقة على المستويين التجاري والتعليمي، وأنه استشعر من خلال لقاءات الرئيس السيسي مع مسئولين يابانيين على المستوى الرسمي، خلال حملته الانتخابية بالولاية الأولى عام 2014، شغف الرئيس بالتجربة اليابانية الناجحة في مجال التعليم تحديدًا. ولفت إلى أن زيارة الرئيس السيسي، لها علامة بارزة من مشاريع إنمائية عدة تتمثل في المركز الثقافي الياباني، ودار الأوبرا ومستشفى أبو الريش، ومدرسة التمريض، وأيضا الجامعة اليابانية ومتحف القاهرة ومترو الأنفاق، وجسر السلام فوق قناة السويس الذي يفوق حجم وارتفاع جسر "قوس قزح" في طوكيو، ومزارع الرياح بالزعفرانة، وتابع قائلا "مدين بالامتنان الأبدي لإرسال العائلة الإمبراطورية رسالة لشعب اليابان بعد أحداث الدير البحري في الأقصر عام 1997 بأن مصر آمنة". تجاوزنا أزمة حادث الدير البحري في الأقصر بأعجوبة وأشار إلى أنه حظر السفر إلى مصر، في البداية كان سببه اغتيال 15 عريسا وعروسا من اليابان، في حادث الدير البحري بالأقصر، عام 1997، حتى جاءت رحلة إلى مصر مكونة من الأمير والأميرة تاكامادو، واللذين استقبلتهما زوجة السفير محمود كارم بنفسها، حيث كان لا يزال سفيرًا لمصر في طوكيو، عام 2000، ورافقتهما في رحلتهما التاريخية إلى الأقصروأسوان، حيث أصرا على زيارة محمية طبيعية في أسوان مرتين متتاليتين، وهي مخصصة لجميع الطيور النادرة على مستوى العالم، والتي تهرب من صقيع أوروبا في الشتاء، وتقلب أجواء الصحراء المحيطة بمصر شرقًا وغربًا، إلى دفء أسوان، كما زاروا الدير البحري موقع الحادث الأليم وطلبوا إقامة نصب تذكاري للضحايا اليابانيين، ووافقت الدولة على ذلك، موضحًا أنه بعد تلك الزيارة عادت المياه إلى مجاريها في مجال السياحة، ووصل عدد السياح إلى 100 ألف سائح بالتدريج. وأوضح أن نظام التعليم في اليابان يعتمد على ركيزتين، أولاهما "الفهم بدلا من الحفظ"، بحيث يتشرب الطالب العلم ويصبح جزءًا من نسيج شخصيته، والثانية هي "الأخلاق"، مشيدًا بطريقة اليابان في زرع الاحترام للآخر، مثل كبير السن ومن هو في دور الأب والأم، بحيث يكون الاحترام والأمانة جزءا من شخصية الطفل الياباني منذ الصغر. كما وجه السفير محمود كارم، الشكر والتحية لحكومة اليابان على منحه وسام الشمس المشرقة، مؤكدا أنه على الرغم من مغادرته اليابان في عام 2003 بعد فترة عمله لمدة تصل لأربع سنوات إلا أنها تبقى دائما في قلبه وروحه وعائلته. وشدد كارم على أنه لا يعتبر هذا الوسام شخصيا لكنه اعتراف بالسنوات الطويلة والتاريخية من التعاون والتفاهم قائلا "اليابان دائما لا تنسى أصدقاءها"، مضيفًا أن فترة عمله باليابان نجح خلالها بإتمام مسئولياته الثقافية والسياحية باحتفال سنة مصر في اليابان عام 2000 وإطلاق رحلة مباشرة لمصر للطيران من طوكيو بعد توقف دام 47 عاما وعدد سائحين غير مسبوق. وختم حديثه، أن وزير الخارجية الياباني اختاره للمشاركة في صياغة مبادرة سوف تقدمها بلاده، إلى سكرتير عام الأممالمتحدة، بهدف نزع السلاح النووي، خصوصًا أن اليابان أكثر دولة تضررت من السلاح النووي، إبان الحرب العالمية الثانية، عندما تعرضت هيروشيما وناجازاكي للقصف بالقنابل النووية، وأن تلك المبادرة يشارك في صياغتها 9 خبراء على مستوى العالم، مضيفًا أنه الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ضمن المشاركين فيها، وأنها سوف تعقد اجتماعها المقبل في نوفمبر القادم.