قررت وزارة الزراعة العراقية، حظر زراعة 8 محاصيل موسمية من الخطة الزراعية للموسم الصيفي الحالي، وذلك بسبب ما قالته ب" قلة الحصة المائية" المتوقعة، خصوصًا أن اكتمال بناء سد "أليسو" التركي، وبدء ملء خزانة مع مطلع شهر يوليو القادم، يخفض حصة بلاد الرافدين من المياه بنسب كبيرة تهدد الثروة الزراعية والحيوانية. وقال مهدي ضمد القيسي، وكيل وزارة الزراعة، في بيان رسمي، إن "وزارة الزراعة قدمت الخطة الزراعية للموسم الصيفي إلى وزارة الموارد المائية لاعتمادها، فاعتذرت الأخيرة عن عدم اعتمادها بسبب قلة الإيرادات المائية". وأضاف أنه "تم إلغاء زراعة محاصيل الأرز، الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، السمسم، القطن، الدخن "من الحبوب يستخدم كعلف للحيوانات"، زهرة الشمس والماش "بقوليات" من الخطة الصيفية". كانت الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد دخلت في مفاوضات مع نظيرتها التركية، للاتفاق على حصص المياه من نهر دجلة بعد إصرار الأتراك على ملء خزان السد، حيث تم الاتفاق على تأجيل ملئ الخزان مع مطلع شهر يوليو المقبل، وذلك في وقت متزامن مع غضب عارم اجتاح العراق بسبب قيام أنقرة بالبدء في ملء الخزان مطلع يونيو الجاري، وقام نشطاء سياسيون بتنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارة تركيا ببغداد، فيما انبرت كتل سياسية أخرى مطالبة بضرورة تدويل القضية والحفاظ على حقوق العراقيين المائية. وقال المسئول سالف الذكر بوزارة الزراعة، إنه "تم فقط الإبقاء على زراعة الأرز في 225 دونمًا (الدونم يساوي 1000 متر مربع) خاصة بالبحوث الزراعية والتطوير"، موضحًا أن "محصولين هما الأرز، الذي تتسلمه وزارة التجارة، والذرة الصفراء، الذي تتسلمه وزارة الزراعة، هما الأساسيان ويشكلان مشكلة رئيسية في إلغاء المحاصيل، بينما باقي المحاصيل تدخل في الصناعة بشكل مباشر". ويعاني العراق منذ سنوات طويلة، من أزمة انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، بسبب الظروف الطبيعية تارة المتمثلة في انخفاض كمية هطول الأمطار، وتارة أخرى بسبب تلاعب تنظيم داعش بمجاري المياه في النهرين، وقت سيطرته على محافظات الشمال، وحرمان محافظات الوسط والجنوب من الري والزراعة، وتارة ثالثة بقيام تركيا بالبدء في ملء خزان سد "أليسو". ويعتبر نهري دجلة والفرات صمام الأمان المائي الحقيقي للعراقيين، حيث يتم الاعتماد عليهما وروافدهما بشكل أساسي في تأمين الاحتياجات المائية، وتنبع روافد النهرين من تركيا وإيران، ويلتقيان في منطقة البصرةجنوبالعراق، قبل أن يشكلا معًا منطقة شط العرب، ويصب في الخليج العربي. ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات وروافدهما، وتنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرةجنوبيالعراق، لتشكل شط العرب، الذي يصب في الخليج.