أكد الأديب علاء الأسواني أن الشرعية لا تزال للثورة طالما أن مؤسسات الدولة لا تعبر عنها، فالثورة تنتهي بإقامة الدولة الديمقراطية ذات المؤسسات المنتخبة وهو ما لم يحدث في مصر، إذ أن القرار لايزال في يد المجلس العسكري، الذي يسيطر دون أن يحكم علي حد قوله. جاء ذلك في الندوة التي عقدت مساء اليوم الجمعة بمكتبة "ألف" بالمعادي لتوقيع كتابه الصادر مؤخراً عن دار الشروق بعنوان "هل أخطأت الثورة المصرية" وشهدت حضوراً كثيفاً. وقال الأسواني: برغم أن من يتصدرون المشهد هم أعضاء مجلس الشعب، والحكومة إلا أنهم لا يملكون قراراً، وانتقد الأسواني أداء الحكومة واصفا الجنزوري بأنه "ابن نظام مبارك" و"آخر وزير من دولاب مبارك يستخرجه المجلس العسكري"، وقال إن النواب في المجلس تكاد قبته تسقط عليهم من علو صراخهم في مناقشة القضايا، ولكنهم لا يخرجون بقرارات، وذكر في معرض ذلك قضية سحب الثقة من الحكومة، وقضية التمويل الأجنبي. وانتقد الأسواني خطابات الجنزوري في مجلس الشعب والتي قال فيه إنه لم يخلع بدلته منذ 24 ساعة وقولته الشهيرة "مصر لن تركع"، قائلاً إن خطابات الجنزوري في المجلس ستدخل تاريخ الكوميديا، وأضاف "أتمني أن يتمكن الجنزوري من أن يخلع بدلته ويغير ملابسه ويأخذ حمامه براحته، ولكن هذه ليست مشكلتنا نحن". كما انتقد ترشح منصور حسن لرئاسة الجمهورية وقال إن منصور حسن يتأمل منذ 30 عاماً لكي يفكر في الترشح، وأضاف "منصور حسن كان وزيراً وأنا علي أعتاب الجامعة". وعبر الأسواني عن تخوفه من الانتخابات الرئاسية القادمة، وقال إنها ستكون مثل الانتخابات التي سبقتها، وأنها ستشهد استقطاباً دينياً، وانتقد المادة 28 التي تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية من الطعن عليها، وقال إن اللجنة أصبحت محصنة بهذا المادة وإذا اعترضنا "نخبط راسنا في الحيط". وعبر الأسواني عن رفضه لاشتراك أعضاء البرلمان في كتابة الدستور قائلاً إن الأغلبية لا يمكنها أن تتحكم في كتابة الدستور الذي يأتي لحماية حقوق الأقليات بالأساس، كما أنه وبالاستناد لقرار المحكمة الدستورية العليا عام 94 فإنه لا يجوز للبرلمان علي الإطلاق الاشتراك في كتابة الدستور، فالدستور هو من ينشيء البرلمان وليس العكس. وتساءل الأسواني "كيف يمكننا أن نلغي نسبة 50% عمال وفلاحين من نصوص الدستور، إذا كان من يكتبون الدستور من العمال والفلاحين؟" واتهم الأسواني المجلس العسكري بأنه وراء كل البلبلة التي تحدث الآن بهذا الصدد، وشكك في أهلية أعضاء البرلمان لكتابة الدستور، قائلاً إن عضوية مجلس الشعب شيء وكتابة الدستور شيء آخر، ووظيفة أخري مختلفة تماماً تتطلب نوعاً مختلفاَ من الخبرات. وقال الأسواني إنه يرفض التميول الأجنبي، والحركة الوطنية المصرية قادرة علي الكفاح والنضال دون مليم واحد أجنبي، وطالب الأسواني بالكشف عن مصادر تمويل الإخوان المسلمين وحزب النور والتيارات السلفية، التي قال إنها تتلقي أموالاً بالملايين من الخارج بحسب التصريحات الحكومية التي خرجت من أكثر من وزير، وأذيعت بوسائل الإعلام. وقال إن بعض دول الخليج تمول جماعات في مصر لتكون موالية لها وتعمل علي الحفاظ علي نظامها هي، بعد خشيتها من أن يمتد إليها ما حدث في دول الربيع العربي.