يتساءل كثير من المسلمين عن أوقات الصلاة المكروهة قائلين: "هل الصلاة ممكنة في أي وقت ليلاً ونهارًا؟ أم هناك أوقات لا يستحب فيها السجود والركوع"؟! وقد استعنا برأي فضيلة الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، للرد على هذا السؤال. وأجاب فضيلته، بأن هناك أوقاتًا يسميها الفقهاء أوقات الكراهة، وقد ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن عددها ثلاثة: عند طلوع الشمس إلى أن ترتفع بمقدار رمح أو رمحين (أي بعد وقت شروق الشمس ب20 دقيقة)، وعند استوائها في وسط السماء حتى تزول، وعند اصفرارها بحيث لا تتعب العين في رؤيتها إلى أن تغرب. ولكن ذهب المالكية إلى أن عدد أوقات الكراهة اثنان: عند الطلوع وعند الاصفرار، أما وقت الاستواء فلا تكرهُ الصلاة فيه عندهم. وأضاف فضيلته، وقد اتفق الفقهاء على كراهة التطوع المطلق في هذه الأوقات، وعند الشافعية أنه لا ينعقد فيها أصلًا، ولكنهم استثنوا الصلوات التي لها سببٌ مقارنٌ؛ كصلاة الكسوف والخسوف، والتي لها سببٌ سابقٌ؛ كركعتي الوضوء وتحية المسجد، فأجازوا أداءها في أوقات الكراهة، بخلاف الصلوات التي لها سببٌ لاحقٌ؛ كصلاة الاستخارة مثلًا، فلا تصلَى في أوقات الكراهة. والله سبحانه وتعالى أعلى أعلم