يومًا أو بعض يوم"، هو عنوان مذكرات الكاتب محمد سلماوي، الذي قرر أن يكتب سيرته الشخصية بخلفية سياسية في جزئين، والاسم مشتق من الآية القرآنية الكريمة؛ "قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ" من سورة المؤمنين، وكأن حياة الإنسان تبدو في الدنيا يومًا أو بعض يوم. ارتبطت حياة محمد سلماوي، بالأحداث العامة التي شهدتها مصر، طوال الفترة الماضية، ابتداءً من انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى بعد الثورة 2010. إذ يقول ل"بوابة الأهرام": "ولدت بعد انتهاء الحرب ومن وقتها لحتى الآن، أعتقد أنها أهم الفترات في تاريخنا الحديث، لأنها شهدت تقلبات، وأحداثًا كبرى غيرت مجرى الحياة، سواء في مصر أو في الوطن العربي، وحياتي ارتبطت بهذه الأحداث بشكل كبير جدًا، بحكم عملي في الصحافة وبحكم مشاركتي المباشرة في بعض هذه الأحداث، أو تأثري بها، ولا شك أن جيلي تأثر بفترة الثورة 1952، وحرب 1956، وتأميم قناة السويس، والوحدة مع سوريا، فترة السادات ومبارك حتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ودستور 2014، الذي شاركت فيه". والمذكرات عبارة عن مذكرات شخصية، لكن من خلال إلقاء ضوء على الأحداث الكبرى التي جرت، مثلًا فترة السجن وقت السادات، كانت فترة مهمة في حياة محمد سلماوي، والثورة قبلها، وحتى الثورة الأخيرة، إذ كان له مع كثير من المثقفين دور كبير من خلال رئاسة الاتحاد والمواقف التي اتخذها كرئيس وأعضاء الاتحاد سواء في 25 يناير، والتحضير لثورة 30 يونيه. الجزء الصادر هو الجزء الأول يبدأ من انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والجزء الثاني، يبدأ من فترة مبارك ثم فترة الثورة وينتهي بكتابة الدستور. وتحوى المذكرات على أكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصي والعائلي، والتي تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى مقتل السادات، تُنشر لأول مرة، وكأنها سيرة فوتوغرافية موازية لسرد الأحداث. عاش محمد سلماوي حياة حافلة، حيث ولِد في أسرة مصرية ميسورة الحال في أواخر الحقبة الملكية، وتفجرت ملكاته مع قيام ثورة يوليو 1952، وحصل على الشهادة الثانوية في مرحلة المد الثوري الناصري، ليشهد خلال دراسته الجامعية انتصارات الثورة وانكساراتها، وعرضت أولى مسرحياته قبيل حرب يونيو 1967، ثم عايش المرحلة الساداتية، وتفاعل مع تقلباتها من خلال الكتابة الصحفية والنشاط السياسي الذي أدى به إلى الاعتقال أثناء انتفاضة يناير 1977. وتقيم دار الكرمة للنشر، في القاهرة، الثلاثاء 5 ديسمبر، حفلا لتوقيع المذكرات، في مجمع الفنون، قصر عائشة فهمي، بالزمالك، في تمام الساعة السادسة مساءً.