أن تعرف كيف تمتلك المسرح الذي تقف عليه..ىأن تمتع جمهورك وتجعلهم في حالة انفصال كامل عن العالم الخارجي.. أن تدخل البهجة على كبار السن الذين جاءوا خصيصًا للاستمتاع بصوتك القوي الفخيم.. وأن تعرف كيف تحترم وتقدر قيمة البلد التي حبتك ومنحتك محبتها منذ البدايات وتعبر عن ذلك دائمًا بحفلاتك..هذه العبارات وأخرى هي الوصف الصحيح لحفل الفنان عاصي الحلاني ليلة أمس، بدار الأوبرا المصرية، والتي تأتي ضمن مشاركته للعام الثاني على التوالي في مهرجان الموسيقى العربية. منذ الإعلان عن فتح باب الحجز الإلكتروني لحفلات المهرجان، جاءت حفلة عاصي الحلاني في صدارة المشهد بإغلاق باب الحجز بها واكتمال العدد وذلك بعد مرور أقل من ساعة على طرح تذاكر حفله، الأمر الذي يؤكد على تحمس الجماهير لحضور حفل الفنان الذي قدم واحدة من أهم ليالي المهرجان بالعام الماضي، ظلت أصداءها تصاحبه حتى العام الجاري. البهجة..التصفيق..الغناء والرقص..الانسجام..الحماسة الوطنية وآخرى مشاهد تميزت بها حفل الفنان بالأمس، للدرجة التي جعلت مسرح دار الأوبرا المصرية يزلزل من شدة استمتاع الجمهور بالحفل. في هذا التقرير، ترصد "بوابة الأهرام" عددًا من هذه المشاهد التي تجعل من حفل الحلاني بدار الأوبرا دائمًا علامة مسجلة. المشهد الأول: التحية التي نالها الفنان فور صعوده على المسرح، والتي جعلت الكثير من الحضور يقف تحية وتقدير له وتعبير عن المحبة التي يحملونها له كل ذلك وسط تصفيق لا ينقطع لمدة أكثر من خمس دقائق، وصفافير ملئات جنبات المسرح الكبير. المشهد الثاني: يلقي الفنان كلمة ترحاب للدولة ورئيسها وهو ما قدمه أيضًا بالعام الماضي باختلاف تأكيده على عنوان "الإرهاب" هذه المرة والذي لا تزال جميع الدول العربية تدفع ثمنه، حيث قال: "تحية إلى مصر..مصر الحضارة والفرح..مصر الثقافة، والتي يكون عنوانها العالي الحرية لا للإرهاب الذي يخطف.. لا للإرهاب الذي لا ينتمي إلى عروبتنا وديننا، وتحية للسيسي وللشعب المصري.. وتحيا مصر". المشهد الثالث: يكمن في عروبة الفنان ومصريته التي أكدعليها ثلاثة مرات في حفله، وإن كان في كل مرة منها يقدم أغنيات وطنية لهدف معين، فللعام الثاني على التوالي يفتتح الحلاني حفله بأغنية "كبيرة يامصر" والتي تحمل كلمات تؤكد على مكانة الدولة وأهميتها على مستوى الوطن العربي وسط إيقاعات موسيقية تحمل الحماسة والاعتزاز بالوطن الذي يشعر به الجمهور كلما تكررت كلمة "كبيرة يامصر" في أغنيته، ثم يواصل الحلاني وصلته الغنائية بمجموعة من الأغاني ويعود ليقدم أغنيته الجديدة إلى مصر والتي تحمل إيقاعات معتدلة التقاسيم وكأنه يقول للجمهور بشكل غير مباشر: "خذوا أنفاسكم للاستماع لأغنيتي الجديدة" والتي شاركوه فيها الكورال بالغناء حاملين لأعلام جمهورية مصر العربية. وتقول كلمات الأغنية: نسايم حرية والفرحة مصرية يانسايم حرية مصرية مصرية الله يامصر الله الله يامصر. الله ياعروسة بالطرحة.. وبكرا جاي أحلى كل الأماني معها. ثم يعود الفنان ويختتم حفله بآكثر الأغاني الوطنية التراثية التي تشعل حماسة الجمهور دائمًا وهي "أحلف بسماها" للعندليب عبدالحليم حافظ. المشهد الرابع: يغازل الفنان المرأة المصرية ويغني لها "ست الستات" ويوجه لها كلمة يقول فيها: ما ينفع نكون بمصر ومنغنيش للست المصرية اللي برضاها مستمرة هذه البلد، مما يدفع جميع الحاضرات للتصفيق الكبير له وتحيته. المشهد الخامس: ابتكر عاصي في حفله بالأمس، العديد من ال"ميدلي" بين أغانيه وأغاني الفنان عبدالحليم حافظ، بالإضافة بمزجها بعدد من المواويل القديمة حيث قدم واحدًا من أشهر مواويل الراحل وديع الصافي "من هون نحنا يابشر"، والذي قام بتعديل بعض كلماتها عندما قال: "من هون يا بشر..من هون من مصر أرض السلام كما يقول الرئيس السيسي أرض السلام" ثم يمزجها بأغنيته "قولي جاي"، كما قدم عاصي مزج بين أغنيتي سواح وميل وحدف منديله في "ميدلي" آخر. ويضاف لذلك التجويد في الغناء بزيادة العرب الغنائية في بعض المقاطع الغنائية حفاظًا وتماشيا مع شعار وهوية الموسيقى العربية التي يحملها المهرجان. المشهد السادس: للعام الثاني يقدم الحلاني رقصة الدبكة مع أحد راقصيها على المسرح، الأمر الذي جعل المسرح يشتعل للدرجة التي وقفت فيها أعداد كبيرة من الحضور تتراقص مع الفنان الذي يبدو دائمًا في كامل لياقته التي تجعله سريع الخطوة في تقديم رقصة الدبكة التي تشتهر بذلك. المشهد السابع: أعداد كبيرة من الفتايات التي جلست في المقاعد العلوية للمسرح "لوج، وبلكون" ظلت تطلق الزغاريد وتتفاعل مع أغاني الفنان بالغناء والرقص. المشهد الثامن: طوال مدة الحفلة طل الجمهور يقوم بالتسجيل الحي للحفل بالفيديو ورفعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبعض الآخر كان يدير جسده نحو المسرح لتكون في خلفيته الفنان ويقوم بإلتقاط السيلفي معه أثناء تقديم وصلته الغنائية. المشهد التاسع: اختيارات عاصي الحلاني الغنائية في حفله بالأمس، جاءت موفقة مزجت بين الرومانسية والأغاني السريعة والوطنية والتراث ومنها جن جنوني، ابتدى المشوار، بحبك وبغار والتي قام بإعادتها مرتين وسط تفاعل جماهيري كبير، يا طير، سألوني، بيت الكانوسي وغيرها. المشهد العاشر: قبل وبعد الحفل كانت الجماهير تحتشد أمام غرفة الفنان لإلتقاط الصور التذكارية معه، كما قامت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس الأوبرا والمهرجان فور عودتها للقاهرة بعد مشاركتها في منتدى شباب العالم بالترحاب بالفنان الذي كانت قد كرمته في دورة المهرجان بالعام الماضي. حفل عاصي الحلاني هو دائمًا في مرتبة مميزة لحفلات مهرجان الموسيقى العربية التي تشهد تفاعلًا كبيرًا، تقدم حالة مزاجية خاصة لا تتشابه مع غيرها من الحفلات التي يقدمها نجوم آخرين، وتأتي مؤكدة على أواصر المحبة والصداقة التي ربطت بين الفنان وجمهوره منذ بداية انطلاقته الفنية.