أقام المركز القومى للترجمة، مساء الخميس، ندوة بعنوان "مستقبل الإسلام"، لمناقشة كتاب "المستقبل للإسلام الروحاني"، بحضور المفكر الفرنسي إريك يونس جوفروا، ومراجع الكتاب الدكتور أسامة نبيل، وأدار الجلسة الدكتور أنور مغيث مدير المركز، وذلك بقاعة طه حسين بالمركز. قال جوفروا إن الكتاب يثير الكثير من علامات الاستفهام، خلال هذه الأوقات الحرجة التي يمر بها العالمان العربى والإسلامى من تطرف ومواجهات للإرهاب، فهل فى مواجهة هذه التحديات الحاسمة، يستطيع الإصلاح الإسلامى أن يقدم حلًا؟ وماذا ينبغى أن نفعله لإيجاد هذا الحل؟ ويرى المؤلف أننا بحاجة إلى ثورة فى المعنى، إذ تتطلب هذه الثورة التحول من الماضى واعتناق فكر جديد، فالكتاب يحاول أن يجدد النظرة للإسلام، وبناء على ذلك يمكن لنا بعث المنهجية الإسلامية الأصلية من رقادها، ونفض الغبار عنها وتجديدها، بعدئذ يمكن أن نقيم مواجهة فكرية بين عقيدة التصوف القديمة التى تجاوز عمرها الألف سنة وبين عقيدة ما بعد الحداثة الأكثر وعورة، وهى بالرغم من أنها تبدو غريبة فى الوهلة الأولى، فإنها تتيح لنا إذا ما قمنا بها جيدا أن نرى كيف يعود التوازن من جديد: أي كيف تساعدنا الحكمة الصوفية على إضاءة حاضرنا؟ فيما قال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، إن الكتاب يتميز بالجرأة والصراحة لمواجهة مآزق الحاضر ومشكلات الجمود في الواقع الإسلامي والتحجر الفقهي المهيمن. وأثنى الدكتور أسامة نبيل (مراجع الكتاب من الأزهر) على الكتاب، مشيرًا إلى أن الأزهر شجع على نشره انطلاقا من دور الأزهر في مساندة الأفكار الجديدة والتنويرية بشرط عدم مساسها بالثوابت، حيث تطرق الباحث إلى قراءة جديدة للثقافة الإسلامية بشكل حداثي وعصري. جوفروا، مفكر وباحث فرنسى شهير، يشغل حاليا منصب مدير قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ستراسبورغ بفرنسا، اعتنق الإسلام وعمره 27عامًا، بعد بحث طويل فى الديانات، وسلك بعدها طريق التصوف، وأصبح مختصًا فيه من الناحية الفكرية، ومحاضرًا عالميًا، وله عدد كبير من المؤلفات، منها: "طريقة صوفية في العالم: الشاذلية"، "مبادئ في التصوف"، "كتاب الأسماء العربية"، "حكمة الشيوخ الصوفية".